المناهل

منتدى المناهل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى نتشرف بتسجيلك والانضمام لأسرتنا
أو سجل دخولك لو أنت عضو بالمنتدى وشارك معنا
كن إيجابيا وفعالا ........بعد التسجيل ضع موضوعا تفيد به أو ردا تشكر صاحبه عليه
مرحبا بك زائرا ومتصفحا لكى تتمكن من المشاركة والحصول على أفضل خدمة يجب أن تسجل دخولك سجل من هنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المناهل

منتدى المناهل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى نتشرف بتسجيلك والانضمام لأسرتنا
أو سجل دخولك لو أنت عضو بالمنتدى وشارك معنا
كن إيجابيا وفعالا ........بعد التسجيل ضع موضوعا تفيد به أو ردا تشكر صاحبه عليه
مرحبا بك زائرا ومتصفحا لكى تتمكن من المشاركة والحصول على أفضل خدمة يجب أن تسجل دخولك سجل من هنا

المناهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المناهل

منتدى يهتم بقضايا التعليم ويقدم موضوعات تربوية ولغوية تفيد المعلم والطالب على حد

رمضان على الأبواب كل عام وأنتم بخير اللهم بارك لنا فى شعبان وبلغنا رمضان

المواضيع الأخيرة

» أناشيد مختارة
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Emptyالأحد 22 مارس 2020, 4:38 pm من طرف Admin

» مكتبة اسلامية رائعة
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Emptyالأحد 22 مارس 2020, 4:19 pm من طرف Admin

» أفلا يستحق الحب ّّ؟
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Emptyالأحد 22 مارس 2020, 2:28 pm من طرف Admin

» مسابقة ~||[ الإبداع في رمضان ]||~
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Emptyالأحد 22 مارس 2020, 2:24 pm من طرف Admin

» حقــاً .. إنهـا القناعــات
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Emptyالأحد 22 مارس 2020, 2:22 pm من طرف Admin

» اختبار تحليل الشخصية
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Emptyالأحد 22 مارس 2020, 2:10 pm من طرف Admin

» ألغاز ولها حلول
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Emptyالثلاثاء 10 مارس 2020, 11:10 pm من طرف Admin

» ألغاز فقهية ممتعة وإجاباتها
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Emptyالثلاثاء 10 مارس 2020, 11:01 pm من طرف Admin

» مع مسلسلات رمضان مش حتقدر تسيبنا و تصلي ....
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Emptyالأربعاء 20 مايو 2015, 1:40 pm من طرف Admin

تصويت

ما رأيك فى المنتدى؟
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Vote_rcap282%تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Vote_lcap2 82% [ 9 ]
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Vote_rcap20%تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Vote_lcap2 0% [ 0 ]
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Vote_rcap29%تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Vote_lcap2 9% [ 1 ]
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Vote_rcap29%تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Vote_lcap2 9% [ 1 ]
تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Vote_rcap20%تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Vote_lcap2 0% [ 0 ]

مجموع عدد الأصوات : 11

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

حوض أسماك


3 مشترك

    تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي

    Admin
    Admin
    المدير العام
    المدير العام


    الجنسية : مصر
    رقم العضوية : 1
    عدد الرسائل : 958
    تاريخ الميلاد : 19/12/1969
    العمر : 54
    العمل/الترفيه : مربى
    نقاط : 30652
    النشاط : 4
    تاريخ التسجيل : 12/12/2008

    تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Empty تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 09 يونيو 2009, 7:22 pm


    بقلم : يسري عبد الغني عبد الله
    (1)
    في انتظار الذي سيأتي .. !
    نحن الآن في القرن السادس الهجري .. الناس تتكلم في المساجد والأسواق والساحات والبيوت .. في كل مكان من الشام ومصر والعراق .. الناس تتكلم عن اجتياح الفرنجة لبلاد الشام .. تتكلم عن فظائعهم ، عن انتهاكهم لكل الحرمات دون هوادة .
    يقولون : إن الغارات الأوربية قد استشرى داؤها .. وانتشر بلاؤها في أقطارنا العربية بوجه عام .. وفي أرض الشام بوجه خاص .. والشام كانت تشمل سورية ولبنان وفلسطين العربية والأردن ، وجزءاً من شمال العراق ..
    قال الناس : العرب والمسلمون يلاقون الأمرين من أولئك الغزاة الدخلاء الذين أقبلوا لاحتلال أرضنا واستوطانها .. ونهب خيراتنا .
    إنهم يدعون كذباً وبهتاناً أنهم جاءوا لحماية الصليب وأهله ، والصليب منهم بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب ..
    الناس كلها كانت تعلم أن الحروب الصليبية أو تلك الحملات الحربية التي وجهها المسيحيون في أوربا ضد المسلمين في الشرق ، كان هدفها الأول هدف اقتصادي بحت ، لن يصل إليه إلا باستخلاص الأراضي المقدسة من أيديهم .
    لقد نشبت هذه الحروب خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي وعلى وجه التحديد بدأت سنة 1056 م ، وانتهت 1291 م ، وسميت بهذا الاسم لأن المحاربين الأوربيين اتخذوا في هذه الحروب من الصليب شارة لهم .
    الناس تعرف جيداً أن من أسباب الحروب الصليبية ظهور الأتراك السلاجقة وارتفاع شأنهم في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي واتساع ملكهم على حساب الدولة البيزنطية ، فانتزعوا منها أرمينية و أسيا الصغرى ، بل هددوا القسطنطينية نفسها ، مما حمل الإمبراطور البيزنطي الكسيوس علي الاستنجاد بالبابا وملوك غرب أوربا وأمرائها .
    ويقول الناس : عندما استولى السلاجقة على بيت المقدس عاملوا الحجاج المسيحيين أفضل معاملة ، ووفروا لهم الأمن والأمان ، ولكن الفرنجة ادعوا كذباً وبهتاناً عكس ذلك ، ودعوا بزعامة رجال الدين إلى خوض الحروب الصليبية ، كما أثارت الكنيسة حماسة الأمراء والفرسان فبدلاً من أن يحاربوا بعضهم بعضا يجاهدوا في سبيل استرداد بيت المقدس العربي لحماً ودماً .
    وعرف الناس من أهل العلم : أن البابا رأى في الحروب الصليبية فرصة لمد نفوذه على الكنائس الشرقية والسيطرة على جميع العالم المسيحي في ظل حكومة دينية واحدة هو رئيسها ، كذلك رأى الأشراف في تلك الحروب فرصة لتكوين إمارات لهم في الشرق ، كما وجد الفرسان فيها ميداناً جديداً للحروب في سبيل الدفاع عن الكنيسة .
    وتيقن الناس أيضاً : إن رغبة الأوربيين في الرحيل إلى المشرق أساسها الحياة الاقتصادية الرغدة في أنحائه ، كما أن المدن الإيطالية طمعت في الحصول على منتجات الشرق ومتاجره بدون وساطة .
    وأكد الناس في كلامهم أن بلادنا منذ أن دخلها الإسلام لم تعرف فرقاً بين مسلم ومسيحي .. فالكل في حق الحياة سواء .. الدين لله تعالى والوطن للجميع .. فالكل أخوة ..
    والمسيحية نفسها دين حب وسلام لا تعرف البطش أو العنف أو العدوان .. والإسلام كذلك دين تسامح وحب ، دين صفاء ونقاء ..
    لقد أقبل هؤلاء الغزاة من الغرب يحملون في صدورهم الحقد والغيظ ، وفي أيديهم السلاح والعتاد ..
    وفي أذهانهم التدبير الآثم للقضاء على أمتنا الإسلامية من أجل أن يخلو لهم الطريق .. وليفرقوا بين عنصري الأمة .. وليعزلوا الدين عن الحياة ..
    ومازالت الناس تتكلم .. وتتكلم ، ومادامت الناس تتكلم فالأمر سائر إلى الخير ، معنى أن يتكلم الناس إذن عقولهم تفكر ، عقولهم تعي وتدرك وتفهم ، وقلوبهم تحس وتشعر ، وهذه هي البداية الصحيحة للفعل الإيجابي ..
    الناس تحلم ، والحلم حق مشروع ، الناس في بلادنا الإسلامية كانت تتطلع إلى محرر للبلاد والعباد ، وتحرير العباد من الفقر والجهل والمرض والخمول والخوف هو البداية لتحرير البلاد من المستعمر الباطش ، أو المهيمن عليها ..
    كان الناس يتطلعون إلى من ينقذ الديار من هذا السرطان الغربي الخبيث الذي يمتد في أرضنا ويتوغل .. الطامع في خيراتنا .. والهادف إلى إذابتنا فيه .. وإلى القضاء على هويتنا ..
    ***
    .

    [تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Post-110
    Admin
    Admin
    المدير العام
    المدير العام


    الجنسية : مصر
    رقم العضوية : 1
    عدد الرسائل : 958
    تاريخ الميلاد : 19/12/1969
    العمر : 54
    العمل/الترفيه : مربى
    نقاط : 30652
    النشاط : 4
    تاريخ التسجيل : 12/12/2008

    تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Empty #2

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 09 يونيو 2009, 7:36 pm

    وشاءت إرادة الله تعالى أن يتألق في سماء هذا الحمى نجم .. نعم ، نجم كان له حديث .. كان له تاريخ .. تاريخ كتب بحروف من نور .. وكان له مع هؤلاء الطامعين الدخلاء مواقف صراع ونضال .. بل مواطن ردع وتأديب ..
    ذلك هو البطل ، المجاهد ، الملك العادل : نور الدين محمود زنكي .. الذي لقبه التاريخ بالشهيد .. نور الدين محمود الذي جمع تحت حكمه الموحد سورية ومصر واليمن وغيرها ..
    لقد أدرك الرجل منذ اللحظة الأولى لوعيه على الواقع أن الوحدة هي الطريق الشرعي للتحرر والخلاص والنهوض والتحرر من التبعية .
    إن الوحدة هي الطريق لحل مشاكلنا العربية والإسلامية ، هي الطريق لمواجهة الأعداء ، هي الخلاص من معوقات مسيرتنا ، هي السبيل لحرية الأرض ، هي الأمل لأن نحتل مكانتنا تحت الشمس كما كنا ..
    لقد أمن نور الدين مثله في ذلك مثل سائر قادة الإسلام العظماء عبر عصور التاريخ المختلفة ، آمن بأن الضعيف ليس له أشياع ، ليس له أتباع ، الضعيف لا يحترم ، لا يقدر ، بل قد يهان ويستضعف ..
    والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، والقوة معنى عام وشامل ، هناك قوة المال ، وقوة العلم ، وقوة الأخلاق ، وقوة الجاه ، وقوة السلطان ، وأيضاً قوة الاتحاد والاعتصام بحبل الله المتين ، وبهذه القوة الأخيرة يكون طريق الفلاح والنجاح ، في دنيا لا تعترف بالفردية قدر ما تعترف بالروح الجماعية ، وروح الفريق ، والتكتلات الكبرى ..
    كل ذلك أدركه نور الدين محمود ، وسعى إلى أن يحققه طوال حياته ، حتى قابل ربه راضياً مرضياً ..
    ***
    نحن لا نحاول عبر هذه السطور أن نضفي من عندنا على نور الدين محمود حلل الثناء وأثواب التقدير .. بل أن كبار المؤرخين السابقين عرفوا له قدره ومكانته .. كتبوا عنه .. ترجموا له .. وهذا أكبر دليل على مكانته ، وعلى ألمعيته ، وعلى علو شأنه ، وعلى جدارته بالتمجيد والتخليد بين قادة التاريخ الإسلامي ..
    لقد كتب عنه أبو شامه ، وابن الأثير ، وابن خلدون ، وابن الوردي ، وابن خلكان ، والمقدسي ، والسيوطي ، وغيرهم وغير هم ، وكلهم من كبار المؤرخين المشهود لهم بالثقة والأمانة ، وعليهم اعتمدنا في كتابة هذه السطور ، ومن كلامهم أخذنا ..
    لقد نعتوا كلهم نور الدين محمود بما يلفت البصر ، وينير الفكر ، وعرفوا له مكانته بين أبطالنا التاريخيين ، فنوهوا بها ، ولفتوا الانتباه إليها ..
    ***
    هذا هو ابن الأثير في تاريخه يقول لنا : إنه طالع تواريخ الملوك المتقدمين قبل الإسلام وحتى يومه الذي كتب فيه عن نور الدين خلال تاريخه ، لم ير بعد الخلفاء الراشدين (رضوان الله عليهم) ، وعمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) أحسن سيرة من الملك العادل نور الدين محمود ، ولا أكثر تحرياً للعدل والإنصاف منه ..
    ويواصل ابن الأثير كلامه عن نور الدين قائلاً : لقد قصر ليله ونهاره عن عدل ينشره وجهاد يتجهز له ، ومظلمة يزيلها ، وعبادة يقوم بها ، وجميل يوليه ، وإحسان يسديه .
    ثم يأتي ابن خلكان في وفياته ليؤكد ما قاله ابن الأثير في تاريخه ، مضيفاً أن نور الدين كان لا يتصرف في الذي يخصه إلا من ملك كان له قد اشتراه من سهمه في الغنيمة ، ولا يمس الأموال المرصدة لمصالح المسلمين .
    ولقد طلبت منه زوجته فأعطاها ثلاثة دكاكين بحمص السورية كراها بنحو عشرين ديناراً في السنة فاستقلتها ، فقال : ليس لي إلا هذا ، وجميع ما أنا فيه خازن المسلمين . !!
    وقد تغنى شعراء عصره بالمدائح فيه ما بين قصيرة وطويلة ، ونذكر على سبيل المثال بيتين للشاعر الفارس الأمير / أسامة بن المنقذ ، قالهما في نور الدين محمود ، وهما
    [ سلطاننا زاهد ، والناس قد زهدوا
    له ... فكل عن الخيرات منكمش
    أيامه مثل شهر الصوم طاهرة من المعاصي ، وفيها الجوع والعطـــش ]
    وهذا هو أبو حامد عماد الدين محمد بن محمد الأصفهاني يمدح نور الدين محمود بقصيدة منها :
    [ أدركت من أمر الزمان المشتهى
    وبلغت من نيل الأماني المنتهى
    وبقيت في كنف السلامة آمناً
    متكرماً بالطبع لا متكرهــاً
    يا محيي العدل الذي في ظله
    من عدله رعت الأسود مع المها
    يا من أطاع الله في خلوته
    متأدباً من خوفه متأوهاً ]
    ويقال : إن الأصفهاني أنشأ هذه القصيدة في نور الدين حين أقام مدة في بلدة (الرها ) التي كان قد حررها والده عماد الدين من الاحتلال الصليبي .
    إن الحاكم الحق من كان مثالاً أعلى ، وقدوة حسنة لرعيته ، يعيش بهم ولهم ، يتقي الشبهات ، يسير في ركاب العدل والخير والحق ، لا يفضل أهله أو أولاده أو زوجته على شعبه أو على أمته ، والتاريخ دائماً لا يكذب ولا يتجمل ، التاريخ يقول الحق ، وإن زيفه البعض إلى حين ، إلا أنه يعود إلى رشده وسرعان ما ينطق بالصدق والحق ، وأبطال التاريخ ليس بملائكة ، هم بشر لهم سلبياتهم وإيجابياتهم ، فلنأخذ خيرهم ، وننحي شرهم حتى نستفيد منهم ومن سيرهم .
    Admin
    Admin
    المدير العام
    المدير العام


    الجنسية : مصر
    رقم العضوية : 1
    عدد الرسائل : 958
    تاريخ الميلاد : 19/12/1969
    العمر : 54
    العمل/الترفيه : مربى
    نقاط : 30652
    النشاط : 4
    تاريخ التسجيل : 12/12/2008

    تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Empty #3

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 09 يونيو 2009, 7:45 pm


    (2)
    تعريف المعرف به
    نور الدين هو الملك العادل ، الشهيد المجاهد ، أبو القاسم نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي أتابك أبو سعيد زنكي بن قسيم الدولة آق سُنقر التركي ، ويلقب زنكي أيضاً بلقب والده (قسيم الدولة) ، ويقال لنور الدين (ابن القسيم) .
    وجد نور الدين آق سُنقر كان والياً على مدينة حلب ، ومدينة منبج ، ومدينة اللاذقية في سورية ، ولم يرزق من الأولاد غير عماد الدين زنكي والد نور الدين محمود .
    وقد نشأ زنكي في العراق ، ثم ولي ديار الموصل العراقية ، والبلاد الشامية بعد ذلك ، وظهرت كفايته في مقاتلة العدو الصليبي عند نزوله مدينة (شيزر) ، حتى رجع العدو خائباً ، وفتح (الرها) ، و (معرة النعمان) ، مسقط رأس الشاعر / أبو العلاء المعري ، و (كفر طالب) , وغيرها من الحصون الشامية ، واستنقذها من أيدي أدعياء حماية الصليب من الإفرنج الغربيين .
    ويعتبر عماد الدين زنكي من أبرز زعماء المسلمين الذين دعوا إلى قيام جبهة إسلامية موحدة ، من اجل قتال الصليبيين وطردهم من بلاد الشام ، وقد أظهر عماد الدين منذ مطلع شبابه شجاعة وجرأة وحب للعروبة والإسلام لا نظير لهما ، وقد نشأ على مقربة من الحوادث التي جرت بين المسلمين والصليبيين ، ولمس مدى التنافر بين القوى الإسلامية ، وحظي بعطف السلطان السلجوقي / محمود ، ووقع اختيار السلطان عليه لتولي آتابيكية الموصل العراقية سنة 521 هـ .
    وقبل أن نستمر في كلامنا عن عماد الدين زنكي والد نور الدين ومعلمه الأول ، نحب أن نعطي القارئ فكرة موجزة عن الدولة السلجوقية (442 هـ ـ 590 هـ ) حيث يرجع أصل السلاجقة إلى الترك الذين كانوا يقيمون في الصحراء الواسعة التي تمتد من حدود الصين حتى شواطئ بحر قزوين ، وكثرت هجراتهم إلى شواطئ نهر جيحون في وقت انهيار الدولة السامانية حيث المراعي الوفيرة ، واقتربوا بذلك من حدود الدولة الغزنوية (351 هـ ـ 582 هـ) ، وازدادت قوة السلاجقة ، وأصبحوا مصدر خطر على الغزنويين ، وتولى أبناء سلجوق زعامة هؤلاء السلاجقة الرعاة الذين هاجروا إلى هذه الجهات . وأذن لهم السلطان محمود الغزنوي بعبور نهر جيحون ، والاستقرار في إقليم خُراسان ـ التابع لدولته ـ ولم يشكل السلاجقة خطراً على الدولة الغزنوية في عهد السلطان محمود .
    كان السلاجقة يخشون بأس السلطان محمود ، فلما توفي ، وخلفه ابنه مسعود في حكم الدولة الغزنوية ، لم يأبه للسلاجقة ، لأنه كان يختلف عن أبيه في صفاته وأخلاقه ، فتمرد السلاجقة على السلطان مسعود الغزنوي ، وحاولوا أن يستقلوا بالبلاد التي نزلوا فيها كضيوف .
    ورأى السلطان مسعود ضرورة التخلص من السلاجقة وطردهم من إقليم خُراسان ، فجرد لهم جيشاً مني بهزيمة ساحقة ، ودخل السلاجقة نيسابور ـ عاصمة إقليم خُراسان ـ وأعلنوا استقلالهم ، واختاروا طغرلبك سلطاناً عليهم .
    وبذلك استطاع السلاجقة انتزاع إقليم خُراسان من الدولة الغزنوية ، وتكوين دولة جديدة تشمل هذا الإقليم ، واعترف الخليفة العباسي بطغرلبك سلطاناً على الدولة السلجوقية الجديدة ، وأخذ طغرلبك يدير شئون البلاد مراعياً قواعد الإسلام ، والعمل على نشر العدل ، ومكارم الأخلاق .
    وقد اتسعت الدولة السلجوقية في عهد أول سلاطينها طغرلبك حتى ضمت بلاد جُرجان وطبرستان وخوارزم والري وهمذان وأصفهان ، واستنجد به الخليفة العباسي لتخليصه من العناصر الثائرة ضده ، فدخل بغداد عاصمة الخلافة العباسية سنة 447 هـ ، وتغلب على أعداء الخليفة العباسي .
    خلف طغرلبك في حكم الدولة السلجوقية ، ابن أخيه ألب أرسلان ، وقد زاد اتساع هذه الدولة في عهده بما ضمه إليها من البلاد ، على أن أهم أعماله الحربية التي خلدت اسمه كان انتصاره الرائع في واقعة (ملاز كرد) سنة 463 هـ ، على الإمبراطور البيزنطي / رومانوس ، وسبب هذه الواقعة أن البيزنطيين هددوا أطراف البلاد السلجوقية .
    يحكي لنا التاريخ أن ألب أرسلان سار على رأس جيش كبير ، والتقى بالروم في ملازكرد ، وعلى الرغم من أن جند الروم كانوا أكثر من جند السلاجقة إلا أن ألب أرسلان أحرز انتصاراً رائعاً على أعدائه .
    ووقع الإمبراطور البيزنطي أسيراً في أيدي السلاجقة ، غير أن ألب أرسلان أحسن معاملة خصمه كما تقضي بذلك تعاليم الإسلام ، ولم يمض وقت طويل حتى أطلق ألب أرسلان سراح الإمبراطور معززاً مكرماً ، بعد أن وعد بدفع فدية كبيرة .
    ومن أبرز نتائج هذه الواقعة اتساع رقعة الدولة السلجوقية في أسيا الصغرى ، بينما انكمشت الدولة البيزنطية ، وأصبحت تخشى نهايتها على أيدي السلاجقة ، لذلك استنجد الأباطرة البيزنطيون عقب واقعة ملازكرد بزعماء أوربا لدفع خطر الأتراك السلاجقة عنه .
    ويرى غالبية المؤرخين أن هزيمة أوربا في هذه الواقعة كانت من أهم أسباب الحروب الصليبية فيما بعد .
    Admin
    Admin
    المدير العام
    المدير العام


    الجنسية : مصر
    رقم العضوية : 1
    عدد الرسائل : 958
    تاريخ الميلاد : 19/12/1969
    العمر : 54
    العمل/الترفيه : مربى
    نقاط : 30652
    النشاط : 4
    تاريخ التسجيل : 12/12/2008

    تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Empty #4

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 09 يونيو 2009, 7:47 pm

    وعندما جاءت سنة 465 هـ ولي ملكشاه حكم الدولة السلجوقية فوجه اهتمامه إلى القضاء على الثورات والفتن الداخلية .
    وبذل ملكشاه في سبيل ذلك جهوداً مضنية حتى عم الأمن والسلام أرجاء دولته ، كما واصل سياسة والده ألب أرسلان على مد نفوذه إلى كثير من أراضي الدولة الإسلامية .
    لقد بلغت الدولة السلجوقية أوج عظمتها في عهد السلطان ملكشاه ، ثم أخذت في الضعف والتدهور بعد وفاته سنة 485 هـ ، نتيجة النزاع بين الأمراء السلاجقة على العرش ، والمحاولات المتكررة التي بذلها حكام الأقاليم للاستقلال عن الدولة السلجوقية .
    وكثرت المؤامرات والدسائس في قصور السلاجقة ، فضلاً عن سوء الأحوال الاقتصادية وحملات الصليبيين على بلادهم ، ولما ازدادت الدولة السلجوقية ضعفاً عمل الخلفاء العباسيون على استرداد نفوذهم على البلاد التي انتزعها منهم سلاطين السلاجقة ، فحرص الخليفة الناصر لدين الله علاء الدين محمد خوارزم شاه ـ سلطان الدولة الخوارزمية ـ على التخلص من طغرلبك الثالث ، فسار علاء الدين إلى السلطان السلجوقي واشتبك معه سنة 590 هـ في معركة انتهت بهزيمة السلطان السلجوقي وقتله ، وبذلك انتهت الدولة السلجوقية .
    وبعد هذا الاستطراد الذي يشاركنا القارئ الكريم الرأي في أنه كان ضرورياً ، نعود إلى عماد الدين زنكي والد نور الدين محمود ، وإلى حركة الجهاد الإسلامي ضد أدعياء حماية الصليب ، فنقول : ما أن استقر عماد الدين زنكي في الموصل العراقية الذي ولاه إياها السلطان السلجوقي ، حتى أخذ يعمل على بسط نفوذه على القلاع والمدن المجاورة ، حتى يكون آمناً في زحفه على بلاد الشام ، كما هادن الصليبيين فترة من الزمان .
    وعندما وجه اللوم الشديد إلى عماد الدين على هذه المهادنة ، كان يقول : إنما أفعل ذلك حتى أتمكن من فرض نفوذي على ما تبقى من الحصون والقلاع المجاورة لي .
    ونجح عماد الدين في السيطرة على حلب السورية ودخلها في سنة 522 هـ ، وكان ضمه لحلب ضربة كبرى للصليبيين لما يترتب على ذلك من قطعه الصلة بين الرها ( أهم مستعمرة بالنسبة لهم من الناحية الاستراتيجية) من جهة وباقي الإمارات الصليبية بالشام من جهة أخرى ، كما استطاع ضم حماة السورية سنة 523 هـ ، واستولى على مدينة بعلبك اللبنانية ، وبعض الحصون شرق إمارة إنطاكية ( أحد الإمارات الصليبية ) في نفس العام .
    وأدرك الصليبيون أن عماد الدين يهدف إلى تكوين جبهة إسلامية ضدهم ، ولذلك عقدوا تحالفاً مع البيزنطيين لمهاجمة حلب ، وصرف عماد الدين عن تحقيق مشروعه الوحدوي ، ولكن ما لبث هذا التحالف أن انهار بعد أن كشف كل فريق عن عدائه للأخر ، وعن أطماعه .
    في هذه الظروف هب عماد الدين زنكي لاستئناف جهاده ضد الصليبيين ، وذلك بتوجيه ضربته إلى إمارة الرها الصليبية والتي كانت تشكل خطراً على خطوط المواصلات بين الموصل العراقية وحلب السورية ، وبين بغداد عاصمة الخلافة العباسية وسلاجقة الروم .
    وكان حاكم الرها الصليبي في ذلك الوقت يدعى (جوسلين الثاني) ، وكان سيئ السمعة، منغمساً دائماً في الملذات والفجور والاستهتار ، مولعاً بالخمر والنساء ، وكان قد ترك الرها وأقام في قلعة (تل باشر) على الضفة الغربية لنهر الفرات ، وترك أمر حراسة الرها والدفاع عنها إلى السكان الأصليين من المسيحيين الذين مارسوا التجارة ، ولم تكن لهم دراية بشئون الدفاع أو الحرب والقتال ، أضف إلى ذلك أنهم كانوا لا يحبونه لأنه كان فظاً غليظاً ، وتولى الدفاع كذلك عن الرها الجند المرتزقة الذين يخونون بسهولة لصالح من يدفع لهم .
    كان عماد الدين يتابع عن طريق عيونه (جهاز استخباراته) خطوات (جوسلين) ، ويعرف عنه ، وعن الرها كل شيء ، فانتهز هذه الظروف المواتية ، وأسرع بجنوده إلى الرها ، وضرب الحصار عليها في شهر نوفمبر 1144 م = 539 هـ ، واستمر الحصار 28 يوماً ، سقطت بعدها الرها عنوة في يد عماد الدين زنكي في شهر ديسمبر من نفس العام .
    وعمل عماد الدين على المحافظة على المدينة المفتوحة المحررة ، وأحاط سكانها المسيحيين المحليين بعطفه ورعايته ، وطلب من قواده إكرامهم وتكريمهم والإحسان إليهم .
    لقد كان لانتصار عماد الدين هذا واسترداده لإمارة الرها أصداء ترددت في أنحاء الشرق والغرب ، فإمارة الرها كانت أول إمارة يؤسسها الصليبيون في الشرق الإسلامي ، وها هي تسقط في يد المسلمين بعد أن بقيت في حوزة أدعياء حماية الصليب نحو نصف قرن (46) عاماً . ولذا كان من أبرز نتائج سقوط الرها : خوف أوربا وقادتها من انهيار الإمارات الصليبية بالشام .
    كما جعل هذا الانتصار من عماد الدين زنكي هو المدافع عن الدين الإسلامي ، بطل الإسلام المتوج ، لأن ما قام به من أعمال لم يستطع جميع أمراء الصليبيين بالشام هدمه ، كما أنه بدأ حركة الجهاد الإسلامي بشكل جاد وواقعي ، خاصة وأن بقاء الرها كمستعمرة صليبية في أيدي الفرنجة كان من شأنه أن يحول دون تحقيق الوحدة الإسلامية في أقاليم العراق والشام .
    لقد أثار سقوط الرها في يد عماد الدين في شهر ديسمبر سنة 1144 م الروح الصليبية المتعصبة في الغرب، وقام البابا بدعوة لحملة صليبية جديدة من أجل استرداد الرها من المسلمين ، وسارع ملوك أوربا وقادتها إلى دعم هذه الحملة ، وسرعة إرسالها إلى الشرق .
    وخرجت الحملة الصليبية الجديدة (الثانية) من أوربا في عام 1147 م ، وكانت بقيادة كل من (كونراد الثالث) إمبراطور ألمانيا ، و( لويس السابع ) ملك فرنسا .
    وصلت هذه الحملة إلى أسيا الصغرى أوائل عام 1148 م ، إلا أنها ما لبثت أن تعرضت لهزيمة ساحقة ماحقة على يد السلاجقة بالقرب من (أسكي شهر) وفقدت الحملة عدداً كبيراً من جنودها ، ولم يبقى معها سوى أعداد قليلة لا تمكنها من تحقيق الهدف الذي جاءت من أجله وهو استرداد الرها .
    ولذلك تحولت الحملة لمساندة الإمارات الصليبية بالشام ، فقد نجح أمراء بيت المقدس في توجيه الحملة إلى دمشق العاصمة السورية لمهاجمتها لصالح مملكتهم .
    وعاد كل من لويس السابع وكونراد الثالث إلى أوربا بعد فشلهما في تحقيق أي هدف لحملتهما سواء استعادة الرها من أيدي المسلمين ، أو الاستيلاء على دمشق كموقع استراتيجي جديد يطمعون في الاستيلاء عليه .
    لقد كان من أبرز النتائج التي ترتبت على فشل هذه الحملة : تقوية الوحدة بين صفوف المسلمين ، وارتفاع الروح المعنوية لهم ، وإظهار ضعف الفرنجة بالشام ، وبداية تداعي البناء الصليبي كله ، وليس أدل على ذلك من أنه انقضى أربعون عاماً دون القيام بحملة صليبية كبرى على الشرق الإسلامي من جانب الغرب .
    وشاءت الأقدار أن يختطف الموت عماد الدين زنكي ، فخيب الآمال الإسلامية في مواصلة الكفاح والنضال ، ومع ذلك ظل الأمل في ظهور قائد جديد يستكمل المسيرة .
    وفرح الفرنجة بموت عماد الدين زنكي ، ظناً منهم بأن ذلك سيعيد أهل الإسلام إلى الفرقة والتخاذل ، ولكن بذور الثورة التي ألقيت في أرض الإسلام قد سقيت بمياه الحرية ، فأنبتت بطلاً جديداً هو نور الدين بن عماد الدين ليتم رسالة أبيه ، وسرعان ما التف حوله فرسان أشداء يصيحون : لبيك يا عماد الدين ، نحن مع ابنك نور الدين لتحقيق الأهداف ، ولتحرير بيت المقدس الشريف ، أولى القبلتين ، وثالث الحرمين ، ومسرى النبي الأمين ( صلى الله عليه وسلم ) .
    Admin
    Admin
    المدير العام
    المدير العام


    الجنسية : مصر
    رقم العضوية : 1
    عدد الرسائل : 958
    تاريخ الميلاد : 19/12/1969
    العمر : 54
    العمل/الترفيه : مربى
    نقاط : 30652
    النشاط : 4
    تاريخ التسجيل : 12/12/2008

    تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Empty #5

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 09 يونيو 2009, 7:54 pm


    ولأن التربية الصالحة لابد أن تنبت العظماء والعباقرة ، فإن هذه التربية أساسها الأسرة الصالحة ، والأسرة تعني الأب والأم في المقام الأول ، وقد أحسن عماد الدين زنكي تربية ولده نور الدين محمود ، حيث ورث نور الدين العديد من صفات والده ، نضيف إلى ذلك والدته التي أسمها الخاتون صفوة الملك زمُرد ، وهي ابنة جاولي بن عبد الله ، وهي أخت الملك (دقاق) لأمه ، وأبوها جاولي كان مملوكاً تركياً من مماليك محمد بن ملكشاه السلجوقي .
    وقد ورد في كتاب (الدارس في تاريخ المدارس) للنعيمي، أن هذه السيدة كانت تعشق سماع الحديث النبوي المطهر وتحفظه ، وتحب استنساخ الكتب ، وقد قرأت القرآن الكريم حفظاً وتجويداً ، وبنت المسجد الكبير في مدينة صنعاء العاصمة اليمنية .
    كما وقفت مدرسة كبيرة لمذهب الحنفية وطلابه ، وكانت وافرة الحرمة ، عظيمة الخلق ، ورعة ، تقية ، وحجت أكثر من مرة ، وجاورت في بيت الله الحرام ، وكانت كثيرة العطف على الفقراء والمساكين ، راعية للأرامل واليتامى .
    في نفس الوقت الذي أسهمت فيه بقسط وافر في تربية وتهذيب وتعليم نور الدين محمود ، وتابعت رحلته العلمية والتثقيفية مع أساتذته الذين رتبهم له والده عماد الدين .
    وتوفيت السيدة / زمرد في المدينة المنورة وهي تؤدي مناسك الحج ، ودفنت بمقابر البقيع ، سنة 557 هـ ، وكانت دائماً تدعو الله تعالى أن تدفن في الأراضي الحجازية المطهرة .
    والمعروف لنا أن نور الدين محمود ولد في مدينة حلب السورية سنة 511 هـ ، وعليه فإن والدته توفيت إلى رحمة الله تعالى وعمره 16 عاما ، حيث تكفل والده بعد ذلك برعايته وتعليمه وتربيته ، إلى أن توفي عماد الدين سنة 541 هـ ، وكان عمر نور الدين ثلاثين عاماً حيث خلف والده .
    ونستشف من المراجع التي بين أيدينا أن نور الدين نشأ نشأة دينية صالحة ، هيأته لأن يكون ذلك البطل المذكور في تاريخ الإسلام ، فقد حفظ القرآن الكريم في سن باكرة ، ودرس الحديث والتفسير والفقه على يد أساتذته الذي انتقاهم له والده من بين علماء عصره ، إلا أن والدته لعبت دوراً كبيراً في تثقيفه وتعليمه ، في نفس الآن الذي تعلم فيه الفروسية والرماية وفنون القتال على يد والده والمعلمين الذي كلفهم بتعليمه وتدريبه .
    كان نور الدين أسمر اللون ، طويل القامة ، حسن الصورة ، حلو العينين ، واسع الجبهة ، مهيب الطلعة برغم تواضعه الشديد ، له لحية خفيفة في أسفل ذقنه ، لم يلبس الحرير ولا الذهب ولا الفضة طوال حياته ، وعاش حياته أقرب إلى الزهد ، ولو أراد أن يعيش حياة الرفاهية والنعيم لتمكن من ذلك بسهولة ويسر
    المصدر/مركز الشرق العربى
    يتبع إن شاء الله.
    makram
    makram
    عضو متميز
    عضو متميز


    رقم العضوية : 2
    عدد الرسائل : 168
    تاريخ الميلاد : 30/10/1969
    العمر : 55
    العمل/الترفيه : مدرس
    نقاط : 29368
    النشاط : 12
    تاريخ التسجيل : 13/12/2008

    تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Empty رد: تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي

    مُساهمة من طرف makram الخميس 11 يونيو 2009, 9:03 pm

    تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي 0e468cc485
    نصرعبدالسلام
    نصرعبدالسلام
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    الجنسية : مصر
    رقم العضوية : 496
    عدد الرسائل : 27
    تاريخ الميلاد : 02/05/1966
    العمر : 58
    العمل/الترفيه : الشعر
    نقاط : 27151
    النشاط : 5
    تاريخ التسجيل : 24/01/2010

    تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Empty رد: تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي

    مُساهمة من طرف نصرعبدالسلام السبت 13 فبراير 2010, 3:44 am

    شكر الله لك اخى الكريم على ماجدت لنا به من نفع
    Admin
    Admin
    المدير العام
    المدير العام


    الجنسية : مصر
    رقم العضوية : 1
    عدد الرسائل : 958
    تاريخ الميلاد : 19/12/1969
    العمر : 54
    العمل/الترفيه : مربى
    نقاط : 30652
    النشاط : 4
    تاريخ التسجيل : 12/12/2008

    تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Empty رد: تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي

    مُساهمة من طرف Admin السبت 13 فبراير 2010, 12:01 pm

    تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي 21394217
    Admin
    Admin
    المدير العام
    المدير العام


    الجنسية : مصر
    رقم العضوية : 1
    عدد الرسائل : 958
    تاريخ الميلاد : 19/12/1969
    العمر : 54
    العمل/الترفيه : مربى
    نقاط : 30652
    النشاط : 4
    تاريخ التسجيل : 12/12/2008

    تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Empty (3) الوحدة والطريق إلى النصر

    مُساهمة من طرف Admin السبت 13 فبراير 2010, 12:14 pm

    (3)

    الوحدة والطريق إلى النصر

    إذا أردنا الحديث عن دور نور الدين محمود في توحيد الجبهة الإسلامية بهدف مواجهة أدعياء حماية الصليب ، لقلنا : إنه كان يدرك عن وعي كامل أن الوحدة الجزئية التي حققها والده عماد الدين زنكي بين شمال العراق وشمال الشام لا تكفي الباتة لتحقيق آمال المسلمين في طرد المحتلين الصليبيين من بلاد الشام ، وأنه من الضروري تكوين جبهة إسلامية قوية تمتد من نهر الفرات العراقي إلى نهر النيل المصري شاملة الشام ومصر معاً .

    وكان على نور الدين أن يتجه أولاً صوب الجنوب ليدخل دمشق العاصمة السورية لتكون الجبهة الجنوبية ذات وحدة واحدة .

    وكان حاكم دمشق المدعو / معين الدين آثر قد توفي سنة 544 هـ ، وجاءت الفرصة بذلك لنور الدين محمود ليدخل دمشق ، خاصة أن (بلدوين الثالث) الصليبي ملك مملكة بيت المقدس قام بمهاجمة دمشق عقب وفاة معين الدين آثر .

    وتأهب نور الدين لصد الصليبيين عن دمشق ، غير أنه عاد وتراجع . ونقرأ في التاريخ عن أسباب هذا التراجع من جانب نور الدين .

    قالوا : إن سوء الأحوال الجوية هو السبب الرئيسي لهذا التراجع ، وقالوا : إن نور الدين خشي من استنجاد حاكم دمشق الجديد وهو/ مجير الدين آبق بالصليبيين من ناحية أخرى .

    وعليه اكتفى نور الدين بعقد صلح مع مجير الدين في عام 545 هـ ، تقرر فيه : طاعة أهل دمشق لنور الدين محمود ، وإقامة الخطبة له على منابرها ، وضرب العملة باسمه .

    على أن مجير الدين ما لبث أن حنث في وعده السابق مع نور الدين ، وحالف الصليبيين ، وعندئذ دخل نور الدين دمشق .

    ويكتب بعض المؤرخين والباحثين عن دخول نور الدين إلى دمشق ، فيدعون أن الرجل أمر بإتلاف مزارع دمشق ، وهذا محض افتراء ، لأن هذا ليس من أخلاق نور الدين الذي كان يحسن إلى أعدائه كل الإحسان ، فما بالك بمسلمين وأشقاء . !!

    ولعل ما يؤكد دحض هذا الادعاء أن نور الدين أرسل رسله بمجرد اقترابه من أبواب دمشق ، أرسلهم إلى ولاة الأمور وإلى الناس في أماكن تجمعهم داخل دمشق ، ليؤكدوا لهم على أنه ما أتى إلا لجمع شمل الأمة الإسلامية ، وصلاح أمر المسلمين ، وجهاد الصليبيين المغتصبين لأرضنا العربية الإسلامية ، وأنه لا يفكر الباتة في الإساءة إليهم بأي حال من الأحوال .

    ولكن ولاة الأمور في دمشق أصموا آذانهم عن هذا النداء خائفين على مصالحهم الخاصة، في الوقت الذي كان فيه أهل دمشق مع نور الدين قلباً وقالباً ، فما كان من نور الدين إلا أن استخدم القوة ، وزحفت جيوشه على دمشق عندئذ اضطر حاكمها مجير الدين آبق إلى مراسلة بلدوين الثالث وتحالف معه على قتال نور الدين محمود .

    ولم يعد أمام نور الدين سوى أن يجنح إلى السلم ، ففي نفس العام وهو 545 هـ ، وقع صلحاً مع مجير الدين .

    وبمقتضى هذا الصلح أصبحت دمشق تقريباً لنور الدين أما صاحبها فقد أصبح نائباً عنه فيها .

    وفي عام 549 هـ استطاع نور الدين محمود أن يستولى على قلعة دمشق ، وأن يخرج منها آبق وحاشيته ، وبمساعدة كثير من الأمراء له من ناحية ثانية ، والحيلة والخداع من ناحية ثالثة .

    وهكذا استطاع نور الدين أن يحقق حلم والده الخاص بالاستيلاء على دمشق .

    وكان الاستيلاء على دمشق نقطة تحول خطيرة في تاريخ الحروب الصليبية .

    وذلك لما ترتب عليه من تحقيق وحدة بلاد الشام الإسلامية ، وإغلاق الباب أمام توسع الفرنجة في الاتجاه الشمالي الشرقي ، ولم يبق سوى مصر حتى يستكمل نور الدين محمود تكوين الجبهة الإسلامية ، ويحيط الإمارات الصليبية من الشمال والشرق والجنوب ، وبهذا يضع الصليبيين بين شقي الرحى .

    وتطلع نور الدين محمود إلى مصر ، وكان الصليبيون أكثر تطلعاً إليها منه رغبة منهم في عزلها عن العالم الإسلامي ، وقطع طريق التجارة بينها وبين دول العالم الإسلامي ، وليحولوا دون قيام جبهة إسلامية متحدة .

    ولتحقيق هذه الأهداف الاستعمارية الأوربية أرسل الصليبيون حملة لغزو مصر ، اتخذت الطريق الساحلي من غزة الفلسطينية وحتى العريش المصرية ، ومنها إلى الفرما المصرية أيضاً ، وكان على رأس هذه الحملة بلدوين ملك مملكة بيت المقدس الصليبية ، ودخل الصليبيون الفرما وأحرقوا مساجدها ثم اتجهوا نحو (تينيس) على بحيرة المنزلة ، إلا أن بلدوين ما لبث أن توفي وهو في طريقه إلى القاهرة على أثر أكلة سمك من بحيرة المنزلة ، ولذلك اضطرت الحملة للعودة من حيث أتت .

    ويقال إن بحيرة البردويل سميت باسم بلدوين وحرف الاسم مع مرور الزمن إلى بردويل ، وهي تقع على بعد 90 كيلومتراً شرقي مدينة بورسعيد المصرية .

    وعندما ارتقى عموري عرش مملكة بيت المقدس الصليبية اتجه بنظره صوب مصر مرة أخرى ، خاصة بعد أن أغلقت أمام الصليبين كل الأبواب للتوسع في بلاد الشام ، وبعد أن أتم نور الدين محمود وحدتها ، أراد عموري أن يحقق أمل سلفه بلدوين في الاستيلاء على مصر ، وبالتالي القضاء على كل أمل لنور الدين محمود في الوصول إلى مصر بموقعها الاستراتيجي المهم للأمة الإسلامية .

    وجاءت الفرصة على طبق من ذهب لكل من نور الدين محمود وعموري ملك بيت المقدس للتدخل في شئون مصر الداخلية والاستيلاء عليها وتحقيق أهدافهما ، إذ أن الخلافة الفاطمية كانت تعاني آلام الموت البطيء أو بمعنى آخر في حاجة إلى من يصلح أحوالها المتردية أو يطلق عليها رصاصة الرحمة ، وذلك بسبب سوء أحوالها السياسية والاقتصادية ، الناجمة عن ضعف الخلفاء وسيطرة الوزراء على شئون الحكم ، وأصبحوا هم أصحاب السلطة الفعلية وأصحاب الأمر والنهي في الدولة دون الخلفاء الذين أصبحوا ألعوبة في أيديهم لا حول لهم ولا قوة ، وعليه فقد أطلق المؤرخون على هذا العصر من تاريخ الدولة الفاطمية مصطلح (عصر الوزراء العظام) .

    لقد أدى الصراع والتنافس على منصب الوزارة وكذلك تزايد نفوذ الوزراء ، أدى ذلك إلى أن انغمست مصر في حالة من الفوضى وسوء الأوضاع ، كما أدى إلى استعانة الطامعين في هذا المنصب بقوى خارجية مما ترتب عليه إتاحة الفرصة لهذه القوى ممثلة في : الصليبيين ، ونور الدين محمود لبسط سلطانهما على مصر .

    فقد حدث في عام 558 هـ أن نشب نزاع بين كل من شاور والي الصعيد وضرغام أحد قادة الجيش حول منصب الوزارة ، واستنجد شاور بنور الدين محمود في حين استنجد ضرغام بالصليبيين في مملكة بيت المقدس .

    وأرسل نور الدين محمود إلى مصر ثلاث حملات عسكرية على رأسها رجله القوي وأقرب المقربين له / أسد الدين شيركوه ، ومعه ابن أخيه الجندي الشاب / صلاح الدين الأيوبي ، ونجح شيركوه في الحملة الثالثة في أن يدخل القاهرة ، وبصحبة صلاح الدين ، واضطر الصليبيون للانسحاب منها خوفاً من هزيمة محققة على أيدي قوات نور الدين ، وخوفاً من تهديد نور الدين محمود نفسه لهم في بلاد الشام .

    واستطاع أسد الدين شيركوه القائد المخضرم أن يقبض على زمام الأمور في مصر ، وولاه الخليفة الفاطمي الضعيف / العاضد بالله الوزارة بمصر ، وبهذا أصبحت مصر تابعة لنور الدين محمود ، وأصبحت الجبهة الإسلامية المتحدة تمتد من الفرات العراقي إلى النيل المصري ، وعلى رأسها رجل قوي هو / نور الدين محمود زنكي الذي جمع في قبضة : القاهرة المصرية ، ودمشق وحلب وحمص السورية ، والموصل العراقية ، ولم يبقى أمامه سوى أن يوجه جهوده نحو طرد الصليبيين نهائياً من بلاد الشام ، وشاءت عناية الله تعالى أن يتولى هذه المهمة الكبرى الناصر صلاح الدين الأيوبي .

    ونحب أن نشير هنا إلى أن نور الدين محمود عندما انتصر على الصليبيين في موقعة (حارم) استبشر خيراً ، وقال : الحمد لله لقد اقتربنا من القدس ، وكلف بعض المهندسين بعمل منبر عظيم للمسجد الأقصى ببيت المقدس لتلقى من فوقه خطبة النصر بعد فتح القدس .

    وعندما فتح صلاح الدين القدس وقبل صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى ، أمر بإحضار منبر الشهيد نور الدين من حلب السورية ، ليقيمه حيث أراد أستاذه ومعلمه / نور الدين محمود ، نور الدين الذي لم يشك يوماً في أن ذلك المنبر سيأخذ مكانه من المسجد الأقصى بالقدس الشريف ، ولقد كان هذا المنبر تحفة فنية رائعة تليق بأولى القبلتين ، وثالث الحرمين ، ومسرى محمد النبي الأمين (صلى الله عليه وسلم) .

    تأملات في سيرة البطل الشهيد / نور الدين محمود زنكي Nn13

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر 2024, 5:41 pm