تربية ايهود باراك
كتب الكثير عن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك منذ خوضه المعركة الانتخابية ضد رئيس الوزراء المهزوم بنيامين نتنياهو ، لا سيما بعد تلميح باراك الى بعض أفكاره ونواياه في خصوص "مستقبل" السلام في الشرق الاوسط منذ أيار (مايو) الماضي. تلميحات باراك أشاعت جوا من التفاؤل في المنطقة وفي اوساط القيادات العربية المختلفة ، بما في ذلك دمشق وبيروت وغزة والقاهرة . فالاهتمام برئيس وزراء "إسرائيل" الجديد مثل الاهتمام بحال الشرق الاوسط وامنه ومصيره في المستقبل المنظور ، نظرا للاثر العميق الذي ستتركه السياسة "الإسرائيلية" في عهد باراك على المنطقة.والحال ان الصحافة "الإسرائيلية" كثيرا ما اهتمت بتفاصيل حياته مستفيدة من اجواء الحرية في العمل الصحافي لرسم شخصية الحاكم: على سبيل المثال: متى يشعر باراك بالضجر ، وماذا يفعل عندما يشعر بذلك؟ فخروج محدثيه عن صلب الموضوع والخوض في مقدمات بديهية، هما ، حسب صحيفة "هآرتس" من اسرع السبل الى تسلل الضجر اليه.
ماذا يفعل عندما يشعر بالضجر ؟ يعض شفتيه وينتفخ صدره ويضع ابهام يده اليمنى في حزام سرواله ويستقيم عموده الفقري وينفخ قليلا خديه.
المقربون منه يتحدثون عن "وجوه باراك المتنوعة"، اذ سرعان ما ترتسم على محياه ملامح اللحظة التي يعيشها لعدم قدرته على الاحتفاظ بوجه واحد مع محدثيه.
معاصروه يربطون ذلك بنشأه باراك المولود قبل ست سنوات على ولادة الدولة العبرية ،ويقولون انه تربى في بيئة وظروف تجعل منه محترفاً ، وليس بالضرورة سياسيا او زعيما لحزب سياسي . فباراك الذي كان اسمه الاصلي ايهود بورغ، ولد في مستوطنة ميشمار هاشارون الزراعية، وهي من اوائل المستعمرات اليهودية في وسط فلسطين انتسب الى الجيش في سنوات المراهقة المبكر في الخمسينات وأظهر قدرة فائقة على الاستيعاب والتنفيذ بحماسة ، مالفت انتباه مجموعة مختصة بـ"اكتشاف المواهب" المتفوقة في الجيش، والتي قررت لاحقا نقل باراك الى وحدة العمليات الخاصة السرية المعروفة باسم "سييريت ماتكال". وكانت في ذلك الوقت بقيادة وزير الدفاع والبنى التحتية والخارجية السابق: أرييل شارون.
في عهد شارون صعد باراك الى اعلى المناصب القيادية في هذه الوحدة، ولم يلبث ان خلف شارون في قيادتها وهو لم يبلغ الثلاثين. وقد نشأت في تلك الاثناء لحمة لا تنفصم عراها بين الرجلين، وهي اللحمة التي تصهر العلاقات في كيان واحد بين جميع العاملين في وحدة ماتكال وجميع وحدات العمل العسكري السري المماثلة التي لا هدف لعناصرها الا "التضحية من اجل الوطن".
ولعل هذا الود الشخصي والمهني بعض ما يفسر الاسباب التي جعلت باراك الى البحث الجدي مع شارون في امكانية تشكيل حكومة ائتلاف وطني بعد فوزه في الانتخابات. ولعل هذه اللحمة تفسر ايضا الاساس الفكري لمحاولة باراك التفاهم مع نتانياهو الذي عمل في وحدة ماتكال تحت قيادته، والتفكير في تشكيل حكومة ائتلاف وطني عام 1988 يتسلم باراك فيها منصب نائب لرئيس الحكومة، على ان يقوم ، بعد ذلك ، الفائز في الانتخابات التي تلي بتعيين منافسه نائباً له، والذي عزز العلاقة الشخصية بين الرجلين مصرع يوني نتانياهو، شقيق بيبي ،في عملية انقاذ الرهائن في مطار عنتيبي الاوغندي التي قادها بارك. وعلى اية حال ففكرة الائتلاف باءت بالفشل على اثر تسريب نتانياهو الخبر الى الصحافة، بحيث قرر باراك انه يجب التخلص من نتانياهو اولا قبل التفكير باقامة ائتلاف وطني، وفقا للكاتب الإسرائيلي ماكسيم غليان. وفي الاخير ثمة من يقول ان نتانياهو هو اول من اطلق على باراك لقب "نابولوين الصغير" منذ ايام الخدمة في الوحدة. نظرا الى قصر قامته واصراره الحادة على وجهة نظره.برعاية شارون تألق باراك في الوحدة الخاصة وحاز على اهم انواط الشجاعة في "إسرائيل" . فابان حرب تشرين الاول (اكتوبر) 1973،قطع باراك دراسته في الولايات المتحدة ، حيث كان يحضر الماجستير في تحليل انظمة البرامج، والتحق بالجيش، ثم قاد وحدة من الدبابات في القطاع الجنوبى. وبعد الحرب عاد الى جامعة ستانفورد الاميركية لاكمال دراسة عملية كان بدأها مبكراً حينما حصل على شهادة بكالوريوس في الرياضيات والفيزياء من الجامعة العبرية في القدس. وفي موازاة هذا التحصيل لم يخل بتدرجه العسكري والقيادي.[b]
كتب الكثير عن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك منذ خوضه المعركة الانتخابية ضد رئيس الوزراء المهزوم بنيامين نتنياهو ، لا سيما بعد تلميح باراك الى بعض أفكاره ونواياه في خصوص "مستقبل" السلام في الشرق الاوسط منذ أيار (مايو) الماضي. تلميحات باراك أشاعت جوا من التفاؤل في المنطقة وفي اوساط القيادات العربية المختلفة ، بما في ذلك دمشق وبيروت وغزة والقاهرة . فالاهتمام برئيس وزراء "إسرائيل" الجديد مثل الاهتمام بحال الشرق الاوسط وامنه ومصيره في المستقبل المنظور ، نظرا للاثر العميق الذي ستتركه السياسة "الإسرائيلية" في عهد باراك على المنطقة.والحال ان الصحافة "الإسرائيلية" كثيرا ما اهتمت بتفاصيل حياته مستفيدة من اجواء الحرية في العمل الصحافي لرسم شخصية الحاكم: على سبيل المثال: متى يشعر باراك بالضجر ، وماذا يفعل عندما يشعر بذلك؟ فخروج محدثيه عن صلب الموضوع والخوض في مقدمات بديهية، هما ، حسب صحيفة "هآرتس" من اسرع السبل الى تسلل الضجر اليه.
ماذا يفعل عندما يشعر بالضجر ؟ يعض شفتيه وينتفخ صدره ويضع ابهام يده اليمنى في حزام سرواله ويستقيم عموده الفقري وينفخ قليلا خديه.
المقربون منه يتحدثون عن "وجوه باراك المتنوعة"، اذ سرعان ما ترتسم على محياه ملامح اللحظة التي يعيشها لعدم قدرته على الاحتفاظ بوجه واحد مع محدثيه.
معاصروه يربطون ذلك بنشأه باراك المولود قبل ست سنوات على ولادة الدولة العبرية ،ويقولون انه تربى في بيئة وظروف تجعل منه محترفاً ، وليس بالضرورة سياسيا او زعيما لحزب سياسي . فباراك الذي كان اسمه الاصلي ايهود بورغ، ولد في مستوطنة ميشمار هاشارون الزراعية، وهي من اوائل المستعمرات اليهودية في وسط فلسطين انتسب الى الجيش في سنوات المراهقة المبكر في الخمسينات وأظهر قدرة فائقة على الاستيعاب والتنفيذ بحماسة ، مالفت انتباه مجموعة مختصة بـ"اكتشاف المواهب" المتفوقة في الجيش، والتي قررت لاحقا نقل باراك الى وحدة العمليات الخاصة السرية المعروفة باسم "سييريت ماتكال". وكانت في ذلك الوقت بقيادة وزير الدفاع والبنى التحتية والخارجية السابق: أرييل شارون.
في عهد شارون صعد باراك الى اعلى المناصب القيادية في هذه الوحدة، ولم يلبث ان خلف شارون في قيادتها وهو لم يبلغ الثلاثين. وقد نشأت في تلك الاثناء لحمة لا تنفصم عراها بين الرجلين، وهي اللحمة التي تصهر العلاقات في كيان واحد بين جميع العاملين في وحدة ماتكال وجميع وحدات العمل العسكري السري المماثلة التي لا هدف لعناصرها الا "التضحية من اجل الوطن".
ولعل هذا الود الشخصي والمهني بعض ما يفسر الاسباب التي جعلت باراك الى البحث الجدي مع شارون في امكانية تشكيل حكومة ائتلاف وطني بعد فوزه في الانتخابات. ولعل هذه اللحمة تفسر ايضا الاساس الفكري لمحاولة باراك التفاهم مع نتانياهو الذي عمل في وحدة ماتكال تحت قيادته، والتفكير في تشكيل حكومة ائتلاف وطني عام 1988 يتسلم باراك فيها منصب نائب لرئيس الحكومة، على ان يقوم ، بعد ذلك ، الفائز في الانتخابات التي تلي بتعيين منافسه نائباً له، والذي عزز العلاقة الشخصية بين الرجلين مصرع يوني نتانياهو، شقيق بيبي ،في عملية انقاذ الرهائن في مطار عنتيبي الاوغندي التي قادها بارك. وعلى اية حال ففكرة الائتلاف باءت بالفشل على اثر تسريب نتانياهو الخبر الى الصحافة، بحيث قرر باراك انه يجب التخلص من نتانياهو اولا قبل التفكير باقامة ائتلاف وطني، وفقا للكاتب الإسرائيلي ماكسيم غليان. وفي الاخير ثمة من يقول ان نتانياهو هو اول من اطلق على باراك لقب "نابولوين الصغير" منذ ايام الخدمة في الوحدة. نظرا الى قصر قامته واصراره الحادة على وجهة نظره.برعاية شارون تألق باراك في الوحدة الخاصة وحاز على اهم انواط الشجاعة في "إسرائيل" . فابان حرب تشرين الاول (اكتوبر) 1973،قطع باراك دراسته في الولايات المتحدة ، حيث كان يحضر الماجستير في تحليل انظمة البرامج، والتحق بالجيش، ثم قاد وحدة من الدبابات في القطاع الجنوبى. وبعد الحرب عاد الى جامعة ستانفورد الاميركية لاكمال دراسة عملية كان بدأها مبكراً حينما حصل على شهادة بكالوريوس في الرياضيات والفيزياء من الجامعة العبرية في القدس. وفي موازاة هذا التحصيل لم يخل بتدرجه العسكري والقيادي.[b]
الأحد 22 مارس 2020, 4:38 pm من طرف Admin
» مكتبة اسلامية رائعة
الأحد 22 مارس 2020, 4:19 pm من طرف Admin
» أفلا يستحق الحب ّّ؟
الأحد 22 مارس 2020, 2:28 pm من طرف Admin
» مسابقة ~||[ الإبداع في رمضان ]||~
الأحد 22 مارس 2020, 2:24 pm من طرف Admin
» حقــاً .. إنهـا القناعــات
الأحد 22 مارس 2020, 2:22 pm من طرف Admin
» اختبار تحليل الشخصية
الأحد 22 مارس 2020, 2:10 pm من طرف Admin
» ألغاز ولها حلول
الثلاثاء 10 مارس 2020, 11:10 pm من طرف Admin
» ألغاز فقهية ممتعة وإجاباتها
الثلاثاء 10 مارس 2020, 11:01 pm من طرف Admin
» مع مسلسلات رمضان مش حتقدر تسيبنا و تصلي ....
الأربعاء 20 مايو 2015, 1:40 pm من طرف Admin