انشغلت وسائل الاعلام فى الآونة الأخيرة بحدث استشهاد القائد القسامى محمود المبحوح ومحاولة كشف اللثام عن الجناة ودور البوليس الإماراتى فى توضيح خطوط المؤامرة وكشف ضلوع الموساد الاسرائيلى وعناصر من فتح فى اغتياله ولكن أنا وغيرى من الناس تساءلنا من هو المبحوح ؟ وما حكايته ؟ وخاصة أننا لم نسمع عنه إلا مع اغتياله وبحثت كثيرا حتى توصلت الى معلومات عنه فهيا نتعرف على هذا البطل المقاوم من خلال مقال للأستاذ عدنان عبد السلام فى الاصلاح نت جاء فيه :
عظيم أن نكتب عن الرجال الكبار الذين عاشوا كباراً في حياتهم وبعد استشهادهم لكبر المشروع الذي يحملونه ويسعون لتحقيقه، وقدموا دماءهم في سبيل الله تعالى، إنها المدرسة المباركة التي أخرجت هذا المجاهد الكبير وأمثاله.. إنها مدرسة الإخوان المسلمين التي أرسى دعائمها الإمام الشهيد المجدد حسن البنا رحمه الله، والذي ختم حياته بالتضحية بروحه في سبيل الله تعالى مقبلاً غير مدبر، وكان البنا رحمه الله يدعو (اللهم إني أسألك الميتة الطيبة المطهرة)، تلك المدرسة التي صنعت الشهيد الكبير سيد قطب والشيخ أحمد ياسين والدكتور المربي عبد العزيز الرنتيسي والمجاهد الصبور الشهيد صلاح شحادة وغيرهم رحمة الله عليهم جميعاً.
نكتب عنهم ونذكر بعضاً من مناقبهم وجوانب حياتهم حباً لهم وتبصيراً للدعاة العاملين في هذا الطريق أملاً أن يحشرنا الله في زمرتهم مع النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
قلة هم أمثال الشهيد محمود المبحوح، وقلة هم من يتمتعون بصفاته؛ رجل شهم، مقاوم صلب، مخلص دائم الحركة، كثير العمل، قلبه كالحجر ولكنه أرق من النسيم، طاقة جسدية هائلة، كيف إذا اجتمعت هذه الصفات في رجل مؤمن بالله يحمل مشروع الجهاد والمقاومة؟ مخطط.. منفذ، يعي المشروع الصهيوني وأبعاده، خبير بقدرات العدو ونقاط ضعفه.
غادرنا المبحوح بعملية اغتيال جبانة اشتركت فيها أعداد من البشر، لأن قاتليه لا يقدرون علىمواجهته، ولأنهم يعلمون أنه سينتصر عليهم في أي مواجهة مباشرة.. فهيا لنتعرف على جوانب حياة هذا الكبير.
المولد والنشأة:
في الرابع عشر من فبراير1960م نسجت الشمس خيوطها على منزل اللاجئ عبد الرؤوف المبحوح في مخيم جباليا وهو يتقبل التهاني بمولوده الجديد محمود ليشكل فيما بعد صفحة جهادية جديدة في حياة الشعب الفلسطيني، وكان محمود تربيته الخامس بين إخوانه وأخواته الأربعة عشر، ونشأ في أسرة متدينة وكان خجولاً حسن الهندام عبق الرائحة متزن الخطى مرفوع الهامة.. هكذا وصفه ابن معلمه وممده بالخبرة العسكرية أبو إدريس عودة.
دوره الدعوي:
يقول عنه صديق طفولته وابن عمه عطية المبحوح: كان له دور مشهود مع شباب المسجد في محاربة الفساد المتمثل بالمقاهي التي تروج الخمود ولعب القمار؛ فقد عمل على إغلاقها ومنع الاتجار بها، وكانت له وقفة مميزة في الجامعة الإسلامية عندما رابطوا داخل أسوار الجامعة للدفاع عنها من بعض القوى التي كانت لا تريد لها التقدم والاستمرار.
أثره الخيري وثناء أصدقائه وجيرانه عليه:
يقول بشير زكي بدر أحد جيرانه في المخيم: أحبه الجميع أصدقاء وجيران، فكان شهماً مع الجميع يقوم بتوصيل ما يحمله الجيران من أمتعة وأغذية وهم عائدون من السوق إلى منازلهم.
ويقول عنه علي أبو عون رفيق الصبا: كان محمود يزورنا في بيتنا فكنا نحبه كثيراً لاحترامه للغير وتقديره للكبير والصغير وخجله الذي لا يوصف، فلا يعلو صوته في حضور كبار السن ويحنو على الصغار.
وتقول عنه أمه: كان طفلاً ذكياً ثائراً لا يصمت عن ظلم، يقدم المساعدة للجيران. لم أعتد عليه أن رفض خدمة أحد من الجيران، حنانه الشديد تجاه إخوانه ظهر عليه منذ طفولته وشب على ذلك.
المشوار الجهادي للشهيد:
يعود الدكتور فائز شقيق الشهيد بذاكرته لعشرات السنين وهو يتحدث عن ممارسة شقيقه الرياضية (كمال الأجسام) وتمكنه من انتزاع المرتبة الأولى على مستوى قطاع غزة، ويقول أيضاً: مشواره الجهادي بدأ عقب اعتقاله لمدة عام من قبل قوات الاحتلال بسجن غزة المركزي عام 1986م بتهمة حيازة الأسلحة، ولم يثنه الاعتقال عن الجهاد الذي انغرس فيه فاستكمل حياته الجهادية وعاش مطارداً للاحتلال الصهيوني منذ ذلك الحين.
أما شقيقه الصيدلي عبد الله فيقول: أحب محمود عمل الميكانيكا، فبعد أن أتم دراسته الابتدائية التحق بورشة ميكانيكية بمدينة غزة حتى أتقن المهنة، وبعد ذلك بدأ العمل بورشة داخل فلسطين المحتلة واكتسب خبرة كبيرة ومن ثم افتتح ورشته في مخيم جباليا سماها (اليرموك)،ويقول عنه أيضاً : كان عندما يعود من عمله يذهب إلى نادي خدمات جباليا للتدريب على كمال الأجسام ورفع الأثقال حتى أصبح بطلاً من أبطال القطاع وحصل على جوائز في هذا المجال.
ويقول عنه أيضاً: بدأ محمود بالإعداد المبكر للمقاومة فاشترى سلاحاً من نفقته الخاصة وقام بتكوين مجموعات لمقاومة اليهود قبل الانتفاضة، لكن اكتشف أمره وسجن لمدة عام دون أن يعترف رغم أنه لاقى أشد العذاب، وهذه المحنة كانت اختباراً لقوته وتحديه وصلابته أمام بطش الاحتلال، ولكنه خرج من السجن أكثر صلابة وإصراراً وإيماناً بعمله.
ويقول عنه مقربون منه: تصاعدت وتيرة عمله الجهادي مع زيادة علاقته بالشيخ المؤسس الشهيد أحمد ياسين، والمؤسس العام لـكتائب القسام الشهيد صلاح شحادة.
السرية والكتمان في حياته:
كان مما يميز الشهيد رحمه الله تعالى أنه كان كتوماً لا تعرف سره، كما يحدث عنه ابن عمه عطية المبحوح: كان رحمه الله إنساناً غامضاً من الناحية العسكرية، فلم أتوقع يوماً بأن يكون قائداً عسكرياً عظيماً لهدوئه الشديد وخجله وانتقاله بين أزقة المخيم وكأنه مواطن عادي، ولا يستطيع أحد أن يعرف سره حتى أقرب الناس إليه، وقد لمست فيه الثبات والتضحية في أعلى صورها.
دوره في اختطاف الجنود الصهاينة، والخلية (101) وبداية المطاردة:
بدأ دوره هنا في بداية الانتفاضة حيث كلفه الشيخ أحمد ياسين والشيخ صلاح شحادة رحمهما الله بتشكيل خلية لأسر الجنود فكانت بداية العمل النوعي للخلية (101) التي أسرت الرقيب الصهيوني (آفي سيورتس) عام 1988م من داخل الكيان الصهيوني بعد ان جردوه من سلاحه وأوراقه الرسمية، وبعد عمليات التفتيش والبحث التي جند لها جيش الاحتلال آلاف الجنود عثرت على جثته بعد ثلاثة شهور بعد تشقق الأرض وتسرب الرائحة، وبعد نجاح المحاولة الأولى تم أسر جندي آخر يدعى (إيلان سعدون) في مايو 1989م بقيادة محمد شراتحة حيث أسروه بكامل سلاحه فاضطر المجاهدون لقتله وإخفاء جثته نظراً لصعوبة الاحتفاظ به حياً.
ولقد تمكنت كتائب القسام من الاحتفاظ بجثة سعدون سبع سنوات دون أن تعرف الأجهزة الأمنية عنه شيئاً، وبعدها وجدت جثته في كرم للمضيات في مكان قرب تل أبيب مدفوعا ًفي حفرة عميقة.
ولقد قامت قوات الاحتلال بحملة اعتقالات واسعة في صفوف حركة حماس طالت الشيخ أحمد ياسين والشيخ صلاح شحادة وعدداً كبيراً من كوادر الحركة التي كانت في ذلك الحين طور النشأة، وقد حكم على الشيخ أحمد ياسين بالسجن المؤبد بتهمة إعطاء الأوامر بقتل الجنديين.
بعد ذلك بدأت مطاردة محمود المبحوح من قبل الاحتلال فداهموا بيته واعتقلوا كل من فيه، وكان بيته أولبيت يهدم في القطاع على أيدي الاحتلال.
وتقول كتاب القسام: إنه بعد مطاردة في غزة دامت أكثر من شهرين تمكن المبحوح من اجتياز الحدود هو ورفاقه إلى مصر، وعندما اكتشفت أمرهم من قبل الصهاينة طالبوا الحكومة المصرية بتسليمهم إلا أنهم تمكنوا من الاختفاء عن أعين الأمن المصري لمدة ثلاثة أشهر حتى تم الاتفاق على تسليمهم وترحيلهم إلى ليبيا، ومن هناك غادروا إلى سوريا حيث أكمل مشواره الجهادي.
غادر المبحوح القطاع لكن بصمته الجهادية بقيت حاضرة فيه حيث أعلن في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة الجزيرة أجريت معه قبل اغتياله عن أنه (تعرض لثلاث محاولات اغتيال سابقة من قبل الاحتلال) قائلاً: (الأعمار في النهاية بيد الله وهذا الطريق الذي سلكناه نعرف ثمنه)
حقاً فثمنه الروح والدم الذي بايع الله على التضحية بهما.
غربة وشوق:
لقد عاشت أسرته حياة الجهاد مع هذا البطل العملاق، فتقول أمه: بقدر فرحتي ببعد محمود عن قطاع غزة ليكون في مكان آمن مستقر بقدر جرح قلبي لمغادرة حضن العائلة والإخوة كانوا يقولون عام وسيعود إلا أنها أصبحت 21عاماً رأيته خلالها ثلاث مرات فقط.
ويذكر ابنه عبدالله : ذهبنا إليه عام 1995 مع قدوم السلطة وقابلناه في سوريا وفي المرة الثانية كانت عام 2002م في سوريا أيضاً، أما المرة الأخيرة فكانت في شتاء 2005م وكنا لا نلتقي إلا في أماكن بعيدة عن نظر الموساد الصهيوني، وكانت جلستنا لا تستمر دقائق ثم يخرج ويعود،وهكذا.
شرف الشهادة .. وترجل الفارس:
تقول أمه: لقد تغيرت ملامحه كثيراً عن آخر مرة شاهدته فيها وأصبح أكثر قوة وبنية، وتستدرك: كنت على يقين بأن المرة الأخيرة التي شاهدته فيها هي المرة الأخيرة بسبب الأخبار التي كنت أسمعها من أولاده واتصالاته التي تكون كل مرة في بلد مختلف حتى جاء اليوم الذي لم أنتظره في حياتي.. يوم إعلان استشهاده حيث أخبرتني ابنته بأنه توفي إثر جلطة لكنني تأكدت بأنه اغتيل من قبل الموساد.
وتقول: جلست أيام العزاء لم أصدق بأنه مات موتاً عادياً بل هناك أمور يجب أن تنكشف، وبالفعل تبين لنا بأنه اغتيل بواسطة جهاز يحدث صعقة كهربائية ثم جرى خنقه بواسطة قطعة قماش وأن الاحتلال هو من نفذ عملية اغتياله.
وتختم: الحمد لله الذي شرفني باستشهاده وأتمنى على ولده عبد الرؤو أن يكمل مشوار والده ويثأر ممن قتلوه.
إنها الحياة الكبيرة التي ينالها الشهيد وهي الخاتمة الحسنة التي يرتقي إليها .
قتلوا المبحوح بعد 21عاماً من الملاحقات والاستعانة بدول ومنظمات وأفراد ظناً منهم أنهم يستطيعون القضاء على المقاومة لكن هيهات فهو قطار طويل ومشوار واسع، ولا زالت الحركة المباركة ولوداً تنجب الكثير الكثير.
فتشبهوا إن لم تكونا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاحُ
فهنيئاً لك الشهادة ومرافقة النبيين والصديقين.. وإنا على الدرب سائرون
عظيم أن نكتب عن الرجال الكبار الذين عاشوا كباراً في حياتهم وبعد استشهادهم لكبر المشروع الذي يحملونه ويسعون لتحقيقه، وقدموا دماءهم في سبيل الله تعالى، إنها المدرسة المباركة التي أخرجت هذا المجاهد الكبير وأمثاله.. إنها مدرسة الإخوان المسلمين التي أرسى دعائمها الإمام الشهيد المجدد حسن البنا رحمه الله، والذي ختم حياته بالتضحية بروحه في سبيل الله تعالى مقبلاً غير مدبر، وكان البنا رحمه الله يدعو (اللهم إني أسألك الميتة الطيبة المطهرة)، تلك المدرسة التي صنعت الشهيد الكبير سيد قطب والشيخ أحمد ياسين والدكتور المربي عبد العزيز الرنتيسي والمجاهد الصبور الشهيد صلاح شحادة وغيرهم رحمة الله عليهم جميعاً.
نكتب عنهم ونذكر بعضاً من مناقبهم وجوانب حياتهم حباً لهم وتبصيراً للدعاة العاملين في هذا الطريق أملاً أن يحشرنا الله في زمرتهم مع النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
قلة هم أمثال الشهيد محمود المبحوح، وقلة هم من يتمتعون بصفاته؛ رجل شهم، مقاوم صلب، مخلص دائم الحركة، كثير العمل، قلبه كالحجر ولكنه أرق من النسيم، طاقة جسدية هائلة، كيف إذا اجتمعت هذه الصفات في رجل مؤمن بالله يحمل مشروع الجهاد والمقاومة؟ مخطط.. منفذ، يعي المشروع الصهيوني وأبعاده، خبير بقدرات العدو ونقاط ضعفه.
غادرنا المبحوح بعملية اغتيال جبانة اشتركت فيها أعداد من البشر، لأن قاتليه لا يقدرون علىمواجهته، ولأنهم يعلمون أنه سينتصر عليهم في أي مواجهة مباشرة.. فهيا لنتعرف على جوانب حياة هذا الكبير.
المولد والنشأة:
في الرابع عشر من فبراير1960م نسجت الشمس خيوطها على منزل اللاجئ عبد الرؤوف المبحوح في مخيم جباليا وهو يتقبل التهاني بمولوده الجديد محمود ليشكل فيما بعد صفحة جهادية جديدة في حياة الشعب الفلسطيني، وكان محمود تربيته الخامس بين إخوانه وأخواته الأربعة عشر، ونشأ في أسرة متدينة وكان خجولاً حسن الهندام عبق الرائحة متزن الخطى مرفوع الهامة.. هكذا وصفه ابن معلمه وممده بالخبرة العسكرية أبو إدريس عودة.
دوره الدعوي:
يقول عنه صديق طفولته وابن عمه عطية المبحوح: كان له دور مشهود مع شباب المسجد في محاربة الفساد المتمثل بالمقاهي التي تروج الخمود ولعب القمار؛ فقد عمل على إغلاقها ومنع الاتجار بها، وكانت له وقفة مميزة في الجامعة الإسلامية عندما رابطوا داخل أسوار الجامعة للدفاع عنها من بعض القوى التي كانت لا تريد لها التقدم والاستمرار.
أثره الخيري وثناء أصدقائه وجيرانه عليه:
يقول بشير زكي بدر أحد جيرانه في المخيم: أحبه الجميع أصدقاء وجيران، فكان شهماً مع الجميع يقوم بتوصيل ما يحمله الجيران من أمتعة وأغذية وهم عائدون من السوق إلى منازلهم.
ويقول عنه علي أبو عون رفيق الصبا: كان محمود يزورنا في بيتنا فكنا نحبه كثيراً لاحترامه للغير وتقديره للكبير والصغير وخجله الذي لا يوصف، فلا يعلو صوته في حضور كبار السن ويحنو على الصغار.
وتقول عنه أمه: كان طفلاً ذكياً ثائراً لا يصمت عن ظلم، يقدم المساعدة للجيران. لم أعتد عليه أن رفض خدمة أحد من الجيران، حنانه الشديد تجاه إخوانه ظهر عليه منذ طفولته وشب على ذلك.
المشوار الجهادي للشهيد:
يعود الدكتور فائز شقيق الشهيد بذاكرته لعشرات السنين وهو يتحدث عن ممارسة شقيقه الرياضية (كمال الأجسام) وتمكنه من انتزاع المرتبة الأولى على مستوى قطاع غزة، ويقول أيضاً: مشواره الجهادي بدأ عقب اعتقاله لمدة عام من قبل قوات الاحتلال بسجن غزة المركزي عام 1986م بتهمة حيازة الأسلحة، ولم يثنه الاعتقال عن الجهاد الذي انغرس فيه فاستكمل حياته الجهادية وعاش مطارداً للاحتلال الصهيوني منذ ذلك الحين.
أما شقيقه الصيدلي عبد الله فيقول: أحب محمود عمل الميكانيكا، فبعد أن أتم دراسته الابتدائية التحق بورشة ميكانيكية بمدينة غزة حتى أتقن المهنة، وبعد ذلك بدأ العمل بورشة داخل فلسطين المحتلة واكتسب خبرة كبيرة ومن ثم افتتح ورشته في مخيم جباليا سماها (اليرموك)،ويقول عنه أيضاً : كان عندما يعود من عمله يذهب إلى نادي خدمات جباليا للتدريب على كمال الأجسام ورفع الأثقال حتى أصبح بطلاً من أبطال القطاع وحصل على جوائز في هذا المجال.
ويقول عنه أيضاً: بدأ محمود بالإعداد المبكر للمقاومة فاشترى سلاحاً من نفقته الخاصة وقام بتكوين مجموعات لمقاومة اليهود قبل الانتفاضة، لكن اكتشف أمره وسجن لمدة عام دون أن يعترف رغم أنه لاقى أشد العذاب، وهذه المحنة كانت اختباراً لقوته وتحديه وصلابته أمام بطش الاحتلال، ولكنه خرج من السجن أكثر صلابة وإصراراً وإيماناً بعمله.
ويقول عنه مقربون منه: تصاعدت وتيرة عمله الجهادي مع زيادة علاقته بالشيخ المؤسس الشهيد أحمد ياسين، والمؤسس العام لـكتائب القسام الشهيد صلاح شحادة.
السرية والكتمان في حياته:
كان مما يميز الشهيد رحمه الله تعالى أنه كان كتوماً لا تعرف سره، كما يحدث عنه ابن عمه عطية المبحوح: كان رحمه الله إنساناً غامضاً من الناحية العسكرية، فلم أتوقع يوماً بأن يكون قائداً عسكرياً عظيماً لهدوئه الشديد وخجله وانتقاله بين أزقة المخيم وكأنه مواطن عادي، ولا يستطيع أحد أن يعرف سره حتى أقرب الناس إليه، وقد لمست فيه الثبات والتضحية في أعلى صورها.
دوره في اختطاف الجنود الصهاينة، والخلية (101) وبداية المطاردة:
بدأ دوره هنا في بداية الانتفاضة حيث كلفه الشيخ أحمد ياسين والشيخ صلاح شحادة رحمهما الله بتشكيل خلية لأسر الجنود فكانت بداية العمل النوعي للخلية (101) التي أسرت الرقيب الصهيوني (آفي سيورتس) عام 1988م من داخل الكيان الصهيوني بعد ان جردوه من سلاحه وأوراقه الرسمية، وبعد عمليات التفتيش والبحث التي جند لها جيش الاحتلال آلاف الجنود عثرت على جثته بعد ثلاثة شهور بعد تشقق الأرض وتسرب الرائحة، وبعد نجاح المحاولة الأولى تم أسر جندي آخر يدعى (إيلان سعدون) في مايو 1989م بقيادة محمد شراتحة حيث أسروه بكامل سلاحه فاضطر المجاهدون لقتله وإخفاء جثته نظراً لصعوبة الاحتفاظ به حياً.
ولقد تمكنت كتائب القسام من الاحتفاظ بجثة سعدون سبع سنوات دون أن تعرف الأجهزة الأمنية عنه شيئاً، وبعدها وجدت جثته في كرم للمضيات في مكان قرب تل أبيب مدفوعا ًفي حفرة عميقة.
ولقد قامت قوات الاحتلال بحملة اعتقالات واسعة في صفوف حركة حماس طالت الشيخ أحمد ياسين والشيخ صلاح شحادة وعدداً كبيراً من كوادر الحركة التي كانت في ذلك الحين طور النشأة، وقد حكم على الشيخ أحمد ياسين بالسجن المؤبد بتهمة إعطاء الأوامر بقتل الجنديين.
بعد ذلك بدأت مطاردة محمود المبحوح من قبل الاحتلال فداهموا بيته واعتقلوا كل من فيه، وكان بيته أولبيت يهدم في القطاع على أيدي الاحتلال.
وتقول كتاب القسام: إنه بعد مطاردة في غزة دامت أكثر من شهرين تمكن المبحوح من اجتياز الحدود هو ورفاقه إلى مصر، وعندما اكتشفت أمرهم من قبل الصهاينة طالبوا الحكومة المصرية بتسليمهم إلا أنهم تمكنوا من الاختفاء عن أعين الأمن المصري لمدة ثلاثة أشهر حتى تم الاتفاق على تسليمهم وترحيلهم إلى ليبيا، ومن هناك غادروا إلى سوريا حيث أكمل مشواره الجهادي.
غادر المبحوح القطاع لكن بصمته الجهادية بقيت حاضرة فيه حيث أعلن في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة الجزيرة أجريت معه قبل اغتياله عن أنه (تعرض لثلاث محاولات اغتيال سابقة من قبل الاحتلال) قائلاً: (الأعمار في النهاية بيد الله وهذا الطريق الذي سلكناه نعرف ثمنه)
حقاً فثمنه الروح والدم الذي بايع الله على التضحية بهما.
غربة وشوق:
لقد عاشت أسرته حياة الجهاد مع هذا البطل العملاق، فتقول أمه: بقدر فرحتي ببعد محمود عن قطاع غزة ليكون في مكان آمن مستقر بقدر جرح قلبي لمغادرة حضن العائلة والإخوة كانوا يقولون عام وسيعود إلا أنها أصبحت 21عاماً رأيته خلالها ثلاث مرات فقط.
ويذكر ابنه عبدالله : ذهبنا إليه عام 1995 مع قدوم السلطة وقابلناه في سوريا وفي المرة الثانية كانت عام 2002م في سوريا أيضاً، أما المرة الأخيرة فكانت في شتاء 2005م وكنا لا نلتقي إلا في أماكن بعيدة عن نظر الموساد الصهيوني، وكانت جلستنا لا تستمر دقائق ثم يخرج ويعود،وهكذا.
شرف الشهادة .. وترجل الفارس:
تقول أمه: لقد تغيرت ملامحه كثيراً عن آخر مرة شاهدته فيها وأصبح أكثر قوة وبنية، وتستدرك: كنت على يقين بأن المرة الأخيرة التي شاهدته فيها هي المرة الأخيرة بسبب الأخبار التي كنت أسمعها من أولاده واتصالاته التي تكون كل مرة في بلد مختلف حتى جاء اليوم الذي لم أنتظره في حياتي.. يوم إعلان استشهاده حيث أخبرتني ابنته بأنه توفي إثر جلطة لكنني تأكدت بأنه اغتيل من قبل الموساد.
وتقول: جلست أيام العزاء لم أصدق بأنه مات موتاً عادياً بل هناك أمور يجب أن تنكشف، وبالفعل تبين لنا بأنه اغتيل بواسطة جهاز يحدث صعقة كهربائية ثم جرى خنقه بواسطة قطعة قماش وأن الاحتلال هو من نفذ عملية اغتياله.
وتختم: الحمد لله الذي شرفني باستشهاده وأتمنى على ولده عبد الرؤو أن يكمل مشوار والده ويثأر ممن قتلوه.
إنها الحياة الكبيرة التي ينالها الشهيد وهي الخاتمة الحسنة التي يرتقي إليها .
قتلوا المبحوح بعد 21عاماً من الملاحقات والاستعانة بدول ومنظمات وأفراد ظناً منهم أنهم يستطيعون القضاء على المقاومة لكن هيهات فهو قطار طويل ومشوار واسع، ولا زالت الحركة المباركة ولوداً تنجب الكثير الكثير.
فتشبهوا إن لم تكونا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاحُ
فهنيئاً لك الشهادة ومرافقة النبيين والصديقين.. وإنا على الدرب سائرون
الأحد 22 مارس 2020, 4:38 pm من طرف Admin
» مكتبة اسلامية رائعة
الأحد 22 مارس 2020, 4:19 pm من طرف Admin
» أفلا يستحق الحب ّّ؟
الأحد 22 مارس 2020, 2:28 pm من طرف Admin
» مسابقة ~||[ الإبداع في رمضان ]||~
الأحد 22 مارس 2020, 2:24 pm من طرف Admin
» حقــاً .. إنهـا القناعــات
الأحد 22 مارس 2020, 2:22 pm من طرف Admin
» اختبار تحليل الشخصية
الأحد 22 مارس 2020, 2:10 pm من طرف Admin
» ألغاز ولها حلول
الثلاثاء 10 مارس 2020, 11:10 pm من طرف Admin
» ألغاز فقهية ممتعة وإجاباتها
الثلاثاء 10 مارس 2020, 11:01 pm من طرف Admin
» مع مسلسلات رمضان مش حتقدر تسيبنا و تصلي ....
الأربعاء 20 مايو 2015, 1:40 pm من طرف Admin