تحقيق- يارا نجاتي ورحاب رجب:
قررت شبكات المحمول في مصر تدشين خدمة جديدة باسم "الأقصى موبايل"؛ وذلك تضمانًا مع القضية الفلسطينية وتصديًا للتهديدات التي تحيق بالمسجد الأقصى، على أن تخصَّص نصف العائدات من هذه الخدمة للتبرُّع لجهود مقاومة التهويد في القدس الشريف.
خبر تمنينا مثل كثيرين أن نقرأه مع تصاعد الأحداث والمواجهات بالقدس، فتخيلنا عرضًا تدعمه شبكات المحمول لاستغلال التعاطف الواسع مؤخرًا مع قضية الأقصى، فتمنح المشتركين في العرض مثلاً حق إعادة إرسال 20 رسالةً يوميًّا لمناصرة الأقصى بسعر مخفَّض، مع إفادتهم بخدمة إخبارية مختصرة قد تتكرر مرتين أو ثلاثًا يوميًّا حول الأحداث الجارية هناك.
ويستطيع المشترك الحصول على أناشيد الأقصى وفلسطين وتحميلها كنغمات، غير الاتفاق مع بعض الشخصيات ذات الشعبية الجماهيرية لنشر كلماتهم عن الأقصى، ونظرًا للتعاطف الحالي مع القضية سيحقق العرض أرباحًا كبيرةً للشركات التي يُخصَّص نصفها لمواجهة سياسة المغتصبات بمدينة القدس.
ولأن فكرتنا لم تجد آذانًا صاغيةً لدى مديري شبكات المحمول، قررنا استطلاع آراء مستخدمي الموبايل لاستطلاع رأيهم حول الفكرة والدور الذي تقدمه رسائل الـ(sms) في دعم فلسطين ونصرة المقدسات الإسلامية.
إشاعة
رنا "مندوبة مبيعات" تقول: "ترد إليَّ يوميًّا رسائل حول الأقصى يتضمن معظمها طلب الدعاء لأهل فلسطين، ومؤخرًا وردت إليَّ رسالة تقول إن الصهاينة ينوون دخول المسجد الأقصى وتقسيمه وهدمه في هذا الشهر، وتطلب أن نُوحِّد الصيام والدعاء يوم الإثنين القادم، في محاولةٍ صغيرةٍ لإبعاد الخطر عن المسجد".
وتضيف أنها لم تصدق في البداية واعتقدت أنها إشاعة، فلم تعتقد أنهم سيجْرُؤون على القيام بمثل هذا العمل، وتساءلت: أين دور الأمم المتحدة وأحاديثها المستمرة ليلَ نهارَ حول الدفاع عن حقوق الإنسان؟ وماذا عن أوباما وكل الكلام المعسول الذي جاء به إلى مصر؟!!
وحول رأيها في خدمة (الأقصى موبايل) قالت: بالطبع سأشترك وحتى لو لم تكن هناك رسائل مجانية، سأقوم بإرسال كل جديد عن المسجد الأقصى وكل الرسائل التي تأتيني إلى أكبر عددٍ من صديقاتي، وأطلب منهن الدعاء إلى المسجد الأقصى والدعاء على الصهاينة؛ لعلي بذلك أقدم عملاً بسيطًا إلى إخواننا في القدس.
"لا تبكي"
"لا تبكي يا قدس جراحك، نادي بأعلى صوتك: راجع صلاح الدين بالوعد يفتح بابك".. استوقفتني كلمات هذه الأنشودة في إحدى محطات مترو الأنفاق، فتوجهت إلى صاحبة هذا الموبايل وتعرفتُ عليها اسمها (رهف) طالبة بالجامعة، وجلُّ اهتمامها مؤخرًا بالقضية الفلسطينية وتدنيس الحرم الإبراهيمي.
بدأت بتعريفي بواقع فلسطين الحالي والتنبؤات والدعوات الصهيونية لهدم المسجد الأقصى، وأوضحت أنها تقوم بنشر القضية من خلال نغمة الموبايل في كل مكان، في الكلية في الشارع في المترو.. في أي مكان، وترى أنها وسيلة جيدة لنشر القضية، فقد تكرر معها الموقف نفسه عدة مرات عندما تستمع فتاة لهذه الكلمات تأتي إليها وتتكلم معها حول المسجد الأقصى.
وعرضت عليها فكرة (الأقصى موبايل) فتفاجأت ثم قالت: "حقًّا هي فكرة رائعة ستلقى دعمًا من مختلف شرائح المجتمع".
"معلقًا في الهواء"
"لقد حفر اليهود تحتي الأنفاق فأصبحتُ معلقًا في الهواء.. وبالأمس اقتحموني وناديتُ فمَن يلبي نداء يا مسلمون؟ أنا أولى القبلتين فأين الجهاد والدعاء؟" المرسل/ المسجد الأقصى، هذه رسالة من أقصانا على موبايل ندى "الطالبة بكلية الهندسة"، والتي استقبلت 30 رسالة في الأسبوع الأول بعد إعلان الكيان الصهيوني عن هدم المسجد الأقصى، وكانت "انشر" هي الكلمة التي دعَّمت بها ندى القضية؛ حيث إنها قامت بإرسال 30 رسالةً إلى 30 فردًا، وأضافت في نهايتها: "انشر".
هالة "الطالبة بالثانوية العامة" ترد إليها العديد من الرسائل يوميًّا من صديقاتها وأقاربها، فتعيد إرسالها إلى حوالي أربعة أو خمسة أشخاص، وتؤكد أنها ستشترك في خدمة "الأقصى موبايل" إذا أطلقتها شركات المحمول، وتتمنى هذا حتى يزيد عدد الرسائل التي ترسلها بشكل يومي، لعلها بهذا تقدم عملاً يبعد الخطر عن المسجد الأقصى.
هدم الأقصى
أما إسماعيل (محاسب) فيقول إنه استقبل رسالة صدمته بشدة من عنوانها وتوقف أمامها كثيرًا قبل أن يكملها، فكان عنوانها (هدم المسجد الأقصى)، وعندما أكملها وجد أنها مجرد فكرة لمعرفة ردِّ فعل الناس وتحفزهم بطريقة صادمة لدعم قضية المسجد الأقصى، والوقوف ضد محاولات هدمه وتهويده، فعندما أكملها وجدها تقول: "ماذا لو استيقظت على هذا الخبر في التليفزيونات غدًا؟ فقرر ما تريد أن تفعله من الآن ولا تنتظر حتى تقع الكارثة".
وأكد أنه منذ أن قرأ هذه الرسالة وهو يحاول أن يرسلها لكل معارفه، ويرى فكرة (الأقصى موبايل) فكرة جديدة، وستكون مفيدةً لشريحة كبيرة من مستخدمي المحمول ولمَن تهمه القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى.
جهاد بالمال
وتؤكد ابتسام (مترجمة) وصول حوالي 10 رسائل يوميًّا لها على الموبايل، وهي ترسل من 30 إلى 40 رسالة في اليوم، وتعتقد أن مَن أهم واجباتها نحو مسرى رسولنا هو القراءة عن القضية ومتابعتها باستمرار، ثم نقل هذه المعلومات إلى الناس وتوعيتهم بالدور الواجب عليهم القيام به، وهو ما يتم بشكلٍ كبيرٍ من خلال الرسائل على الموبايل، فهذا ينشر القضية إلى عددٍ كبيرٍ من الناس.
وبالنسبة لخدمة (الأقصى موبايل) تقول: إن رد الفعل على الرسائل إيجابي جدًّا وواسع الانتشار، وإذا كان هناك عائد مادي يعود لقضية الأقصى فستكون خدمة كبيرة تُقدَّم للناس، وهي الجهاد بالمال، فالجهاد بكافة أشكاله واجب على كل مسلم لنصرة المسجد الأقصى والمسلمين المحتلين في كل بقاع الأرض.
"مش عبرية"
وتؤيد مريم صاحبة جروب (القدس عربية مش عبرية) فكرة (الأقصى موبايل)، وتقول إنها ستقوم بطرح الفكرة في الاجتماع الأسبوعي للجروب لدعمها، موضحةً أن مجموعتها التي تضم 543 فردًا تتبنى واجبًا عمليًّا أسبوعيًّا لنصرة الأقصى، وسوف ستقترح واجب الأسبوع نشر فكرة (الأقصى موبايل) على (الفيس بوك)، وعمل إعلان عنها، واستقبال الأفكار الجديدة لكيفية تنفيذها في الواقع العملي.
أما أحمد ياسين فدعم خدمة (الأقصى موبايل) بحملة اقترح تدشينها لتصحيح المفاهيم، ونشر التاريخ الحقيقي للأقصى البعيد عن شبهات اليهود، وقرر عمل موسوعة كتيبة ضخمة عن تاريخ الأقصى، وخرائط جغرافية لإثبات الأحقية التاريخية للفلسطينيين في الأراضي التي يتم تهويدها، وعن تسويق الفكرة لتصل إلى مختلف شرائح المجتمع.
فكرة فريدة
د. صفوت العالم
سألنا عددًا من الخبراء.. د. صفوت العالم (أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة) يرى أن فكرة (الأقصى موبايل) فريدة من نوعها؛ تدعيمًا لقضية الأقصى التي لا يختلف عليها أي مسلم أو عربي، ويؤكد أن هذه الخدمة ستؤدي العديد من المهام الجوهرية؛ أولها هي التذكير الدائم للعرب بكل الانتهاكات التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وثانيها فضح كل التدخلات، وأساليب الالتواء في تغيير معالم الأقصى الشريف.
ويستطرد (العالم): وثالثًا (الأقصى موبايل) ستعمل على توثيق المضامين الإعلامية، والفنية التي تجسد ما يحدث الآن في القدس وفلسطين؛ ما يساعد على نقل الثقافة الإسلامية وكذلك الظلم الصهيوني الواقع على الأقصى والمقدسات الإسلامية من جيلٍ إلى آخر، ويجدد المشاعر العربية كوحدة وقيمة وتاريخ لدى كل فرد عربي.
ويضيف: خدمات الموبايل يمكن أن يتم توظيفها لدعم الأقصى بشكلٍ دائم معنويًّا وماديًّا، إلى جانب تدعيمها للقضية في المحافل الدولية، والعمل على تهيئة الرأي العام بشكل عام، والمسلم بشكل خاص، ونشر الأخبار والتحليلات والمقالات التي تندِّد بالاحتلال الصهيوني.
التسويق الدولي
وعن تسويق الخدمة لتصل إلى أكبر فئة ممكنة من مستخدمي المحمول يقول: إن علينا أن نتجاوز نطاق الشبكات المصرية محليًّا والانطلاق إلى شركات الاتصال على مستوى العالم العربي بالكامل، فإذا وافقت على الفكرة إحدى الشركات العربية، ونجحت الخدمة وارتفعت أرقامها التسويقية، سيدفع هذا الشركات المصرية إلى قبول الفكرة وتبنيها؛ مما سيحقق توزيعًا أعلى وانتشارًا للخدمة في دول العالم العربي، وهو ما يُسمَّى بالضغط المنتظم.
ويؤكد أنه كلما زاد الضغط المنتظم على مستوى العالم العربي أدَّى هذا إلى حراك على مستوى شركات الاتصال، وسيجعل هذا الخدمات أرخص، وتنتشر بشكل أكبر.
بسيطة.. محددة
د. سمير عبد الفتاح أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنيا أوضح أن الوسائل التكنولوجية الحديثة في تقدم مستمر؛ ما يجعلها تصل إلى مختلف فئات المجتمع، ويمكن من خلالها توصيل كل المعاني والمفاهيم، وإثارة الانتباه إلى قضية القدس الشريف.
ويضيف: مستخدمو الموبايل بلغوا نحو 40 مليون مستخدم أي نصف عدد المصريين فإذا تمكنا من تحديد أهداف معينة، وركزنا على تقديمها بشكل ومعنى مناسبين حتى تصل إلى الجماهير، وأوصلنا هذه المعاني في شكل رسائل على الموبايل ستتحقق النتائج المنشودة، ونجد رد فعل قويًّا من الناس تجاه قضية القدس.
ويحدد د. سمير مواصفات رسائل مناصرة الأقصى بأن تكون قصيرة وبسيطة وسهلة ومحددة الهدف، نحصل على مساندة الناس للقضية، ولكن بشرط أن توضح المطلوب من مستقبل الرسالة عمله، فهناك الكثيرون يتعاطفون مع القضية، ولكن لا يعرفون ماذا يفعلون للوقوف في مواجهة الخطر الذي يقع فيه المسجد الأقصى.
ويضيف أن المجتمع يتكون من أطفال ونساء وشباب ورجال ومسنين، وبالتالي علينا أن نوجه خدمة (الأقصى موبايل) لكل فئة عمرية بما يتناسب معها، موضحًا أن كل فئة تحتاج إلى تلقي معانٍ تتناسب مع اهتماماتها واحتياجاتها، فمثلاً الكبار والنساء قد ندعوهم لوقفات ونرسل لهم الأخبار أولاً بأول.
ويؤكد أن هذه فرصة لتعليم الأطفال القضية بالرسائل القصيرة ومن خلال الأناشيد الخاصة لهم عن الأقصى، وما يحدث للأطفال الفلسطينيين هناك، ونوصل لهم ما يحدث للمسجد الأقصى بمعانٍ بسيطة جدًّا ولكن مؤثرة، ويؤكد أن كل فرد بعدما نوصل له القضية ويستوعبها يعدُّ وسيلةً لنشر القضية في حدِّ ذاته؛ حيث ينشرها لغيره، وغيره ينشرها لآخر وهكذا
قررت شبكات المحمول في مصر تدشين خدمة جديدة باسم "الأقصى موبايل"؛ وذلك تضمانًا مع القضية الفلسطينية وتصديًا للتهديدات التي تحيق بالمسجد الأقصى، على أن تخصَّص نصف العائدات من هذه الخدمة للتبرُّع لجهود مقاومة التهويد في القدس الشريف.
خبر تمنينا مثل كثيرين أن نقرأه مع تصاعد الأحداث والمواجهات بالقدس، فتخيلنا عرضًا تدعمه شبكات المحمول لاستغلال التعاطف الواسع مؤخرًا مع قضية الأقصى، فتمنح المشتركين في العرض مثلاً حق إعادة إرسال 20 رسالةً يوميًّا لمناصرة الأقصى بسعر مخفَّض، مع إفادتهم بخدمة إخبارية مختصرة قد تتكرر مرتين أو ثلاثًا يوميًّا حول الأحداث الجارية هناك.
ويستطيع المشترك الحصول على أناشيد الأقصى وفلسطين وتحميلها كنغمات، غير الاتفاق مع بعض الشخصيات ذات الشعبية الجماهيرية لنشر كلماتهم عن الأقصى، ونظرًا للتعاطف الحالي مع القضية سيحقق العرض أرباحًا كبيرةً للشركات التي يُخصَّص نصفها لمواجهة سياسة المغتصبات بمدينة القدس.
ولأن فكرتنا لم تجد آذانًا صاغيةً لدى مديري شبكات المحمول، قررنا استطلاع آراء مستخدمي الموبايل لاستطلاع رأيهم حول الفكرة والدور الذي تقدمه رسائل الـ(sms) في دعم فلسطين ونصرة المقدسات الإسلامية.
إشاعة
رنا "مندوبة مبيعات" تقول: "ترد إليَّ يوميًّا رسائل حول الأقصى يتضمن معظمها طلب الدعاء لأهل فلسطين، ومؤخرًا وردت إليَّ رسالة تقول إن الصهاينة ينوون دخول المسجد الأقصى وتقسيمه وهدمه في هذا الشهر، وتطلب أن نُوحِّد الصيام والدعاء يوم الإثنين القادم، في محاولةٍ صغيرةٍ لإبعاد الخطر عن المسجد".
وتضيف أنها لم تصدق في البداية واعتقدت أنها إشاعة، فلم تعتقد أنهم سيجْرُؤون على القيام بمثل هذا العمل، وتساءلت: أين دور الأمم المتحدة وأحاديثها المستمرة ليلَ نهارَ حول الدفاع عن حقوق الإنسان؟ وماذا عن أوباما وكل الكلام المعسول الذي جاء به إلى مصر؟!!
وحول رأيها في خدمة (الأقصى موبايل) قالت: بالطبع سأشترك وحتى لو لم تكن هناك رسائل مجانية، سأقوم بإرسال كل جديد عن المسجد الأقصى وكل الرسائل التي تأتيني إلى أكبر عددٍ من صديقاتي، وأطلب منهن الدعاء إلى المسجد الأقصى والدعاء على الصهاينة؛ لعلي بذلك أقدم عملاً بسيطًا إلى إخواننا في القدس.
"لا تبكي"
"لا تبكي يا قدس جراحك، نادي بأعلى صوتك: راجع صلاح الدين بالوعد يفتح بابك".. استوقفتني كلمات هذه الأنشودة في إحدى محطات مترو الأنفاق، فتوجهت إلى صاحبة هذا الموبايل وتعرفتُ عليها اسمها (رهف) طالبة بالجامعة، وجلُّ اهتمامها مؤخرًا بالقضية الفلسطينية وتدنيس الحرم الإبراهيمي.
بدأت بتعريفي بواقع فلسطين الحالي والتنبؤات والدعوات الصهيونية لهدم المسجد الأقصى، وأوضحت أنها تقوم بنشر القضية من خلال نغمة الموبايل في كل مكان، في الكلية في الشارع في المترو.. في أي مكان، وترى أنها وسيلة جيدة لنشر القضية، فقد تكرر معها الموقف نفسه عدة مرات عندما تستمع فتاة لهذه الكلمات تأتي إليها وتتكلم معها حول المسجد الأقصى.
وعرضت عليها فكرة (الأقصى موبايل) فتفاجأت ثم قالت: "حقًّا هي فكرة رائعة ستلقى دعمًا من مختلف شرائح المجتمع".
"معلقًا في الهواء"
"لقد حفر اليهود تحتي الأنفاق فأصبحتُ معلقًا في الهواء.. وبالأمس اقتحموني وناديتُ فمَن يلبي نداء يا مسلمون؟ أنا أولى القبلتين فأين الجهاد والدعاء؟" المرسل/ المسجد الأقصى، هذه رسالة من أقصانا على موبايل ندى "الطالبة بكلية الهندسة"، والتي استقبلت 30 رسالة في الأسبوع الأول بعد إعلان الكيان الصهيوني عن هدم المسجد الأقصى، وكانت "انشر" هي الكلمة التي دعَّمت بها ندى القضية؛ حيث إنها قامت بإرسال 30 رسالةً إلى 30 فردًا، وأضافت في نهايتها: "انشر".
هالة "الطالبة بالثانوية العامة" ترد إليها العديد من الرسائل يوميًّا من صديقاتها وأقاربها، فتعيد إرسالها إلى حوالي أربعة أو خمسة أشخاص، وتؤكد أنها ستشترك في خدمة "الأقصى موبايل" إذا أطلقتها شركات المحمول، وتتمنى هذا حتى يزيد عدد الرسائل التي ترسلها بشكل يومي، لعلها بهذا تقدم عملاً يبعد الخطر عن المسجد الأقصى.
هدم الأقصى
أما إسماعيل (محاسب) فيقول إنه استقبل رسالة صدمته بشدة من عنوانها وتوقف أمامها كثيرًا قبل أن يكملها، فكان عنوانها (هدم المسجد الأقصى)، وعندما أكملها وجد أنها مجرد فكرة لمعرفة ردِّ فعل الناس وتحفزهم بطريقة صادمة لدعم قضية المسجد الأقصى، والوقوف ضد محاولات هدمه وتهويده، فعندما أكملها وجدها تقول: "ماذا لو استيقظت على هذا الخبر في التليفزيونات غدًا؟ فقرر ما تريد أن تفعله من الآن ولا تنتظر حتى تقع الكارثة".
وأكد أنه منذ أن قرأ هذه الرسالة وهو يحاول أن يرسلها لكل معارفه، ويرى فكرة (الأقصى موبايل) فكرة جديدة، وستكون مفيدةً لشريحة كبيرة من مستخدمي المحمول ولمَن تهمه القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى.
جهاد بالمال
وتؤكد ابتسام (مترجمة) وصول حوالي 10 رسائل يوميًّا لها على الموبايل، وهي ترسل من 30 إلى 40 رسالة في اليوم، وتعتقد أن مَن أهم واجباتها نحو مسرى رسولنا هو القراءة عن القضية ومتابعتها باستمرار، ثم نقل هذه المعلومات إلى الناس وتوعيتهم بالدور الواجب عليهم القيام به، وهو ما يتم بشكلٍ كبيرٍ من خلال الرسائل على الموبايل، فهذا ينشر القضية إلى عددٍ كبيرٍ من الناس.
وبالنسبة لخدمة (الأقصى موبايل) تقول: إن رد الفعل على الرسائل إيجابي جدًّا وواسع الانتشار، وإذا كان هناك عائد مادي يعود لقضية الأقصى فستكون خدمة كبيرة تُقدَّم للناس، وهي الجهاد بالمال، فالجهاد بكافة أشكاله واجب على كل مسلم لنصرة المسجد الأقصى والمسلمين المحتلين في كل بقاع الأرض.
"مش عبرية"
وتؤيد مريم صاحبة جروب (القدس عربية مش عبرية) فكرة (الأقصى موبايل)، وتقول إنها ستقوم بطرح الفكرة في الاجتماع الأسبوعي للجروب لدعمها، موضحةً أن مجموعتها التي تضم 543 فردًا تتبنى واجبًا عمليًّا أسبوعيًّا لنصرة الأقصى، وسوف ستقترح واجب الأسبوع نشر فكرة (الأقصى موبايل) على (الفيس بوك)، وعمل إعلان عنها، واستقبال الأفكار الجديدة لكيفية تنفيذها في الواقع العملي.
أما أحمد ياسين فدعم خدمة (الأقصى موبايل) بحملة اقترح تدشينها لتصحيح المفاهيم، ونشر التاريخ الحقيقي للأقصى البعيد عن شبهات اليهود، وقرر عمل موسوعة كتيبة ضخمة عن تاريخ الأقصى، وخرائط جغرافية لإثبات الأحقية التاريخية للفلسطينيين في الأراضي التي يتم تهويدها، وعن تسويق الفكرة لتصل إلى مختلف شرائح المجتمع.
فكرة فريدة
د. صفوت العالم
سألنا عددًا من الخبراء.. د. صفوت العالم (أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة) يرى أن فكرة (الأقصى موبايل) فريدة من نوعها؛ تدعيمًا لقضية الأقصى التي لا يختلف عليها أي مسلم أو عربي، ويؤكد أن هذه الخدمة ستؤدي العديد من المهام الجوهرية؛ أولها هي التذكير الدائم للعرب بكل الانتهاكات التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وثانيها فضح كل التدخلات، وأساليب الالتواء في تغيير معالم الأقصى الشريف.
ويستطرد (العالم): وثالثًا (الأقصى موبايل) ستعمل على توثيق المضامين الإعلامية، والفنية التي تجسد ما يحدث الآن في القدس وفلسطين؛ ما يساعد على نقل الثقافة الإسلامية وكذلك الظلم الصهيوني الواقع على الأقصى والمقدسات الإسلامية من جيلٍ إلى آخر، ويجدد المشاعر العربية كوحدة وقيمة وتاريخ لدى كل فرد عربي.
ويضيف: خدمات الموبايل يمكن أن يتم توظيفها لدعم الأقصى بشكلٍ دائم معنويًّا وماديًّا، إلى جانب تدعيمها للقضية في المحافل الدولية، والعمل على تهيئة الرأي العام بشكل عام، والمسلم بشكل خاص، ونشر الأخبار والتحليلات والمقالات التي تندِّد بالاحتلال الصهيوني.
التسويق الدولي
وعن تسويق الخدمة لتصل إلى أكبر فئة ممكنة من مستخدمي المحمول يقول: إن علينا أن نتجاوز نطاق الشبكات المصرية محليًّا والانطلاق إلى شركات الاتصال على مستوى العالم العربي بالكامل، فإذا وافقت على الفكرة إحدى الشركات العربية، ونجحت الخدمة وارتفعت أرقامها التسويقية، سيدفع هذا الشركات المصرية إلى قبول الفكرة وتبنيها؛ مما سيحقق توزيعًا أعلى وانتشارًا للخدمة في دول العالم العربي، وهو ما يُسمَّى بالضغط المنتظم.
ويؤكد أنه كلما زاد الضغط المنتظم على مستوى العالم العربي أدَّى هذا إلى حراك على مستوى شركات الاتصال، وسيجعل هذا الخدمات أرخص، وتنتشر بشكل أكبر.
بسيطة.. محددة
د. سمير عبد الفتاح أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنيا أوضح أن الوسائل التكنولوجية الحديثة في تقدم مستمر؛ ما يجعلها تصل إلى مختلف فئات المجتمع، ويمكن من خلالها توصيل كل المعاني والمفاهيم، وإثارة الانتباه إلى قضية القدس الشريف.
ويضيف: مستخدمو الموبايل بلغوا نحو 40 مليون مستخدم أي نصف عدد المصريين فإذا تمكنا من تحديد أهداف معينة، وركزنا على تقديمها بشكل ومعنى مناسبين حتى تصل إلى الجماهير، وأوصلنا هذه المعاني في شكل رسائل على الموبايل ستتحقق النتائج المنشودة، ونجد رد فعل قويًّا من الناس تجاه قضية القدس.
ويحدد د. سمير مواصفات رسائل مناصرة الأقصى بأن تكون قصيرة وبسيطة وسهلة ومحددة الهدف، نحصل على مساندة الناس للقضية، ولكن بشرط أن توضح المطلوب من مستقبل الرسالة عمله، فهناك الكثيرون يتعاطفون مع القضية، ولكن لا يعرفون ماذا يفعلون للوقوف في مواجهة الخطر الذي يقع فيه المسجد الأقصى.
ويضيف أن المجتمع يتكون من أطفال ونساء وشباب ورجال ومسنين، وبالتالي علينا أن نوجه خدمة (الأقصى موبايل) لكل فئة عمرية بما يتناسب معها، موضحًا أن كل فئة تحتاج إلى تلقي معانٍ تتناسب مع اهتماماتها واحتياجاتها، فمثلاً الكبار والنساء قد ندعوهم لوقفات ونرسل لهم الأخبار أولاً بأول.
ويؤكد أن هذه فرصة لتعليم الأطفال القضية بالرسائل القصيرة ومن خلال الأناشيد الخاصة لهم عن الأقصى، وما يحدث للأطفال الفلسطينيين هناك، ونوصل لهم ما يحدث للمسجد الأقصى بمعانٍ بسيطة جدًّا ولكن مؤثرة، ويؤكد أن كل فرد بعدما نوصل له القضية ويستوعبها يعدُّ وسيلةً لنشر القضية في حدِّ ذاته؛ حيث ينشرها لغيره، وغيره ينشرها لآخر وهكذا
» مكتبة اسلامية رائعة
» أفلا يستحق الحب ّّ؟
» مسابقة ~||[ الإبداع في رمضان ]||~
» حقــاً .. إنهـا القناعــات
» اختبار تحليل الشخصية
» ألغاز ولها حلول
» ألغاز فقهية ممتعة وإجاباتها
» مع مسلسلات رمضان مش حتقدر تسيبنا و تصلي ....