عندما تتلو القرآن تسبح فى أخيلة علوية وتتداعى المعانى لتكشف عن أثر القرآن فى النفوس والأرواح .
قال أسيد بن الحضير: بينا هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده؛ إذْ جالت الفرس فسكت فسكنت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبًا منها فأشفق أن تُصيبه، فلمَّا أخبره رفع رأسه إلى السماء فإذا هو بمثل الظلة فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها، فلمَّا أصبح حدَّث النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: "أتدري ما ذاك"؟ قال: لا. قال: "تلك الملائكة دنت لصوتك، لو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم"صحيح الإمام مسلم- كتاب صلاة المسافرين وقصرها- باب نزول السكينة لقراءة القرآن 1/548 رقم 796
وجاء عتبة بن ربيعة إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يفاوضه في أمر رسالته ويعرِض عليه المال والجاه والملك والسلطان ليدعها؛ فأجابهالرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- بقول الله تبارك وتعالى:﴿حم (1) تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْآيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًافَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (4)﴾فصلت)إلى أن وصل إلى قوله تعالى﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةًمِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ(13)﴾فصلت)،فرجع عتبة إلى قومه ترجف بوادره، حتى قال قائلهم: لقد رجع إليكم أبو الوليد بوجهٍ غير الوجه الذي ذهب به، فأقبل عليهم يقول: "والله، لقد سمعتُ كلامًا ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة،وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وما يقول هذابشر".. (انظر: السيرة النبوية لابن هشام 3/132، وذكره أحمد بن الحسين البيهقي في كتاب الاعتقاد 1/267، وتفسير القرطبي 15/339.
ولقد سمعتْ الجن آياتِ هذا القرآن الكريم فلم تتمالك نفسهاأن قالت: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًايَهْدِي إِلَىالرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴾الجن (1-2)،وسمع عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-( رجلاً يقرأ سورة الطور فغُشي عليه وحُمل مريضًاإلى بيته وأخذ الناس يعودونه شهرًا؛ تأثرًا بما سمع (ذكره ابن رجب الحنبلي في كتاب التخويف من النار 1/30 دمشق 1399هـ الأولى.
والقرآن هو القرآن فلماذا ظهر أثره فيهم ولم يظهر فينا ذلك لأنهم تلقَّوه مؤمنين، وقرأوه متدبرين، واستمعوا إليه طائعين، وأقبلوا عليه منفذين، وأسلموه زمام النفوس والأرواح، وهو كيمياؤه التي لاتستعصي على فعلها العناصر، ولا يقف أمام فعلها جاحد أو مكابر، فأنشأهم قومًا آخرين،وجعلهم حجته على العالمين وتستطيعون أن تكونوا كذلك إذا آمنتم بالقرآن إيمانهم، ونهجتم به في أنفسكم وأوضاعكم نهجهم؛ فحللتم حلاله وحرمتم حرامه، وأنفذتم أحكامه وتدبَّرتم آياته، وسرتم بتوجيهاته، وكان هواكم تبعًا لما جاء به.. فهل أنتم فاعلون؟
الأحد 22 مارس 2020, 4:38 pm من طرف Admin
» مكتبة اسلامية رائعة
الأحد 22 مارس 2020, 4:19 pm من طرف Admin
» أفلا يستحق الحب ّّ؟
الأحد 22 مارس 2020, 2:28 pm من طرف Admin
» مسابقة ~||[ الإبداع في رمضان ]||~
الأحد 22 مارس 2020, 2:24 pm من طرف Admin
» حقــاً .. إنهـا القناعــات
الأحد 22 مارس 2020, 2:22 pm من طرف Admin
» اختبار تحليل الشخصية
الأحد 22 مارس 2020, 2:10 pm من طرف Admin
» ألغاز ولها حلول
الثلاثاء 10 مارس 2020, 11:10 pm من طرف Admin
» ألغاز فقهية ممتعة وإجاباتها
الثلاثاء 10 مارس 2020, 11:01 pm من طرف Admin
» مع مسلسلات رمضان مش حتقدر تسيبنا و تصلي ....
الأربعاء 20 مايو 2015, 1:40 pm من طرف Admin