من صفات صاحب الرسـالة :
إن الفكر والاعتقاد مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعمل والسلوك .. فلابد للعمل أن يعبر عن العقيدة ، ولابد للسلوك أن يفصح عن الفكر .. والعقيدة الحية تشغل من الفرد مجامع نفسه وأقطار شعوره، وتصطبغ بها أعمال جوارحه وانفعالات روحه .. كما أن العقيدة الحية والفكرة النبيلة يرخص في سبيلها كل غالٍ ويهون دونها كل شاق عسير .. قال الرجل الصالح وهو يؤدب ابنه: "يابني: لا يكن همك ما تأكل وما تركب وما تلبس، هذا حظ النفس وميل الهوي؛ همّك ما أهمك؛ ليكن همك الله". أي أن ما ههمت للعمل من أجله هو ما أهم قلبك وحرك مشاعرك.. هكذا ينبغي أن يكون حال صاحب الرسالة.
فهو، دائمًا متيقظ الحس مرهف الشعور، بعيدًا عن الغفلة والاسترخاء .. فها هو النبي (ص) عندما حمل أمانة البلاغ يقول (مضى عهدُ النومِ ياخديجة)، وهل يقعد أو يكسل وينام بعد أن خاطبه الله (قم فأنذر). لك أن تتصور حال القائم من الاستعداد والعمل والكد والبذل، والقائم بلغ درجة كمال الجهد والبذل فأين القاعد؟ .. وأين الراقد؟! .. بل وأين الغافل اللاهي .. وأين العابث؟!! ..
وصاحب الرسالة لا تهمه حياته، فحياته في حياة فكرته. لايعرف الراحة، فراحته في أن يرى لفكرته أثر ووجود (فإذا فرغت فانصب) .. كان الظاهر أن يُخَاطَبَ قائلا: فإذا فرغت فاسترح، والفراغ يكون بعد أداء العمل على الوجه اللائق .. ولكن الله عز وجل يوجهه أن حياة صاحب الرسالة لا راحة فيها، فالراحة عندما أرى فكرتي تحيا بين الناس، والراحة عندما ألقى ربي وهو عني راضٍ؛ وأنه ليس بعد الفراغ إلاّ مزيدا من العمل ومزيدا من الطاعة ومزيدا من النّصَبْ.
وهكذا ينبغي أن يكون حال صاحب الرسالة ..
يقول الإمام البنا: [ وليت وجهي شطر الأصدقاء والإخوان ممن جمعني وإياهم عهد الطلب وصدق الود والشعور بالواجب ، فوجدت استعدادا حسنا ، وكان أسرعهم إلى مشاركتي عبء التفكير وأكثرهم اقتناعا بوجوب العمل في إسراع وهمة الإخوان الفضلاء : أحمد أفندي السكري , والأخ المفضال المرحوم الشيخ حامد عسكرية أسكنه الله فسيح جنته , والأخ الشيخ أحمد عبد الحميد وكثير غيرهم ... وكان عهد وكان موثق أن يعمل كل منا لهذه الغاية ، حتى يتحول العرف العام في الأمة إلى وجهة إسلامية صالحة ... ليس يعلم أحد إلا الله كم من الليالي كنا نقضيها نستعرض حال الأمة ، وما وصلت إليه في مختلف مظاهر حياتها، ونحلل العلل والأدواء، ونفكر في العلاج وحسم الداء , ويفيض بنا التأثر لما وصلنا إليه إلى حد البكاء , وكم كنا نعجب إذ نرى أنفسنا في مثل هذه المشغلة النفسانية العنيفة والخليون هاجعون يتسكعون بين المقاهي ويترددون على أندية الفساد والإتلاف , فإذا سألت أحدهم عما يحمله على هذه الجلسة الفارغة المملة قال لك : أقتل الوقت ، و ما دري هذه المسكين أن من يقتل وقته إنما يقتل نفسه ، فإنما الوقت هو الحياة].
ومن المعينات على زيادة الجهد
1. استـشعار مراقبة الله
فالمؤمن يوقن أن الله يسمعه ويراه فهو، دائمًا متيقظ الحس، مرهف الشعور، بعيدًا عن الغفلة والاسترخاء، كما قال الإمام البنا: "أستطيع أن أتصور المؤمن شخصًا قد أعدَّ عدته، وأخذ أهبته، وملك الفكر فيما هو فيه نواحي نفسه وجوانب قلبه، فهو دائم التفكير، عظيم الاهتمام، على قدم الاستعداد أبدًا، إن دُعي أجاب، أو نُودي لبَّى, غدوه ورواحه، حديثه وكلامه، وجده ولعبه، لا يتعدى الميدان الذي أعدَّ نفسه له، لا يتناول سوى المهمة التي وقف عليها حياته وإرادته، يجاهد في سبيلها، تقرأ في قسمات وجهه وترى في بريق عينيه، وتسمع من فلتات لسانه ما يدلك على ما يعتمل في قلبه من ألمٍ دفين، وما تفيض به نفسه من عزمة صادقة وهِمّة عالية وغاية بعيدة. أما المؤمن الذي ينام ملء جفنيه، ويأكل ملء ماضغيه، ويضحك ملء شقيه، ويقضي وقته لاهيًا ماجنًا فهيهات أن يكون من الفائزين أو يُكتب في عِداد المجاهدين".
2. إحساس المؤمن بثِقل التبعة وعِظم المسئولية
فهو حريصٌ على الإنجاز وتحقيق الأهداف، فهو يعلم أن (الواجبات أكثر من الأوقات)، وأن المرء يخرج من الدنيا ولما يقض ما أمره الله به ويوم القيامة يقول المرء ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ (الفجر:24). وما من ميتٍ يموت إلا ندم إن كان محسنًا أن لو كان ازداد، وإن كان مسيئًا أن لو كان قد تاب، فالوقت هو الحياة، والحرص على وقت الآخرين هو حرص على حياتهم وتقدير للتبعة والمسئولية.
وليس بغريبٍ على مَن كان قدوته رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي واعده أعرابي يومًا فذهب النبي- صلى الله عليه وسلم- في الموعد المحدد، وجاء الأعرابي من سفره متأخرًا فقال صلى الله عليه وسلم له: "إني أنتظرك هنا منذ ثلاث".
3. الوفاء بالعهد والوعد
أن يحرص المؤمن على الحضور في موعده والوفاء به، فهو خلق أصيل أمر به القرآن ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ (المائدة:1)، وقال ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ﴾ (الإسراء:34)، والمؤمن ينأى بنفسه عن أخلاق المنافقين، فقد جعل النبي- صلى الله عليه وسلم- آية المنافق ثلاث: "إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أئتمن خان"، والمؤمن إذا قال صدق، وإذا وعد وفَّى، وإذا التزم أدَََََّى.
4. فقه الأولويات
إن الناظر في منهج الإسلام يرى أن الله قد فرض على عباده فرائض بالليل لا يقبلها بالنهار وأخرى بالنهار لا يقبلها بالليل .. وجعل الصلاة على المؤمنين كتابًا موقوتًا وجعل من شروط صحتها دخولَ الوقت، ومن أسباب ضياعها وقضائها خروج الوقت .. وجعل أفضل الأعمال الصلاة على وقتها، وجعل الأجر الكبير لمن بكَّر وتقدَّم، ودعا الناسَ إلى الاستهام حول الصف الأول إن استووا في الحضور، ولما تأخَّر أناسٌ عن تكبيرة الإحرام وباتوا مسبوقين يستكملون صلاتهم بعد الناس، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- محذرًا: "ما بال أقوامٍ يتأخرون حتى يأخرهم الله يوم القيامة". ليكون تحذيرًا لمَن يتأخرون، مع أن صلاة الجماعة سنة مؤكدة على أرجح الأقوال، فما بال الذين يتأخرون عن واجبات العمل للإسلام وهو فريضة شرعية وضرورة بشرية.
5. الانضبــاط
إن الوعي بحقيقة الطريق و طبيعة المعركة يجد أن خلق الانضباط من أهم صفات صاحب الرسالة ..
يتعلمها وهو يتلو كتاب الله، فيجد عدو الله فرعون يتوجه إلى موسى قائلاً: ﴿فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى﴾ (طه: 58)، فعدو الله يدعو إلى مواجهة محددة الموعد، ولا تحتمل التخلف، فيرد موسى الواثق بربه: ﴿قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى﴾ (طه: 59)، فإذا احتدمت المواجهة سارع الكفرة إلى التجمع والمناداة وإلى الإنضباط قائلين: ﴿فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنْ اسْتَعْلَى﴾ (طه: 64) .. فلا مكان في المواجهة ومعركة الحق لمن ينسى موعده أو ينام عن واجبه ..
وفي ختام موقعة أحد وقف أبوسفيان قائلاً: "موعدنا في قابل" أي العام المقبل، وبعد عام خرج النبي- صلى الله عليه وسلم- وانتظر أبا سفيان، ولكن أبا سفيان نكص عن
موعده، وعاد أدراجه إلى مكة وخشي المواجهة.
6. التحرك المخطط
من علم أنه صاحب رسالة وجب عليه أن ينظم حركته ويُرشِّدها ، وقبل أن يتحرك يعرف وجهته وهدفة ويعلم إلى أين يسير.. فلا مكان للعمل الغير مدروس، ولا مكان للخبط العشواء ..
يقول الرسول (ص): (إن الله كتب الإحسان على كل سيئ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته) .. يعلمنا منن ذلك النبي (ص) أن هناك إعداد قبل الذبح "يحد شفرته ويمهد المكان والظرف ليرح ذبيحته" فلا ينبغي أن يبدأ الذبح قبل أن يعد لذلك كما لا ينبغي له أن يفعلها أو يستكملها أثناء الذبح ..
وبهذا يتنامي عمل الفرد لدعوته حتي تكون هي الغالب إن لم تكن الكل كما قال الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله : "يبدأ الفرد والدعوة على هامش حياته، وينتهي وحياته على هامش الدعوة" .
أن يعمل لرسالته أكثر مما يعمل لنفسه
إن الفكر والاعتقاد مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعمل والسلوك .. فلابد للعمل أن يعبر عن العقيدة ، ولابد للسلوك أن يفصح عن الفكر .. والعقيدة الحية تشغل من الفرد مجامع نفسه وأقطار شعوره، وتصطبغ بها أعمال جوارحه وانفعالات روحه .. كما أن العقيدة الحية والفكرة النبيلة يرخص في سبيلها كل غالٍ ويهون دونها كل شاق عسير .. قال الرجل الصالح وهو يؤدب ابنه: "يابني: لا يكن همك ما تأكل وما تركب وما تلبس، هذا حظ النفس وميل الهوي؛ همّك ما أهمك؛ ليكن همك الله". أي أن ما ههمت للعمل من أجله هو ما أهم قلبك وحرك مشاعرك.. هكذا ينبغي أن يكون حال صاحب الرسالة.
فهو، دائمًا متيقظ الحس مرهف الشعور، بعيدًا عن الغفلة والاسترخاء .. فها هو النبي (ص) عندما حمل أمانة البلاغ يقول (مضى عهدُ النومِ ياخديجة)، وهل يقعد أو يكسل وينام بعد أن خاطبه الله (قم فأنذر). لك أن تتصور حال القائم من الاستعداد والعمل والكد والبذل، والقائم بلغ درجة كمال الجهد والبذل فأين القاعد؟ .. وأين الراقد؟! .. بل وأين الغافل اللاهي .. وأين العابث؟!! ..
وصاحب الرسالة لا تهمه حياته، فحياته في حياة فكرته. لايعرف الراحة، فراحته في أن يرى لفكرته أثر ووجود (فإذا فرغت فانصب) .. كان الظاهر أن يُخَاطَبَ قائلا: فإذا فرغت فاسترح، والفراغ يكون بعد أداء العمل على الوجه اللائق .. ولكن الله عز وجل يوجهه أن حياة صاحب الرسالة لا راحة فيها، فالراحة عندما أرى فكرتي تحيا بين الناس، والراحة عندما ألقى ربي وهو عني راضٍ؛ وأنه ليس بعد الفراغ إلاّ مزيدا من العمل ومزيدا من الطاعة ومزيدا من النّصَبْ.
وهكذا ينبغي أن يكون حال صاحب الرسالة ..
يقول الإمام البنا: [ وليت وجهي شطر الأصدقاء والإخوان ممن جمعني وإياهم عهد الطلب وصدق الود والشعور بالواجب ، فوجدت استعدادا حسنا ، وكان أسرعهم إلى مشاركتي عبء التفكير وأكثرهم اقتناعا بوجوب العمل في إسراع وهمة الإخوان الفضلاء : أحمد أفندي السكري , والأخ المفضال المرحوم الشيخ حامد عسكرية أسكنه الله فسيح جنته , والأخ الشيخ أحمد عبد الحميد وكثير غيرهم ... وكان عهد وكان موثق أن يعمل كل منا لهذه الغاية ، حتى يتحول العرف العام في الأمة إلى وجهة إسلامية صالحة ... ليس يعلم أحد إلا الله كم من الليالي كنا نقضيها نستعرض حال الأمة ، وما وصلت إليه في مختلف مظاهر حياتها، ونحلل العلل والأدواء، ونفكر في العلاج وحسم الداء , ويفيض بنا التأثر لما وصلنا إليه إلى حد البكاء , وكم كنا نعجب إذ نرى أنفسنا في مثل هذه المشغلة النفسانية العنيفة والخليون هاجعون يتسكعون بين المقاهي ويترددون على أندية الفساد والإتلاف , فإذا سألت أحدهم عما يحمله على هذه الجلسة الفارغة المملة قال لك : أقتل الوقت ، و ما دري هذه المسكين أن من يقتل وقته إنما يقتل نفسه ، فإنما الوقت هو الحياة].
ومن المعينات على زيادة الجهد
1. استـشعار مراقبة الله
فالمؤمن يوقن أن الله يسمعه ويراه فهو، دائمًا متيقظ الحس، مرهف الشعور، بعيدًا عن الغفلة والاسترخاء، كما قال الإمام البنا: "أستطيع أن أتصور المؤمن شخصًا قد أعدَّ عدته، وأخذ أهبته، وملك الفكر فيما هو فيه نواحي نفسه وجوانب قلبه، فهو دائم التفكير، عظيم الاهتمام، على قدم الاستعداد أبدًا، إن دُعي أجاب، أو نُودي لبَّى, غدوه ورواحه، حديثه وكلامه، وجده ولعبه، لا يتعدى الميدان الذي أعدَّ نفسه له، لا يتناول سوى المهمة التي وقف عليها حياته وإرادته، يجاهد في سبيلها، تقرأ في قسمات وجهه وترى في بريق عينيه، وتسمع من فلتات لسانه ما يدلك على ما يعتمل في قلبه من ألمٍ دفين، وما تفيض به نفسه من عزمة صادقة وهِمّة عالية وغاية بعيدة. أما المؤمن الذي ينام ملء جفنيه، ويأكل ملء ماضغيه، ويضحك ملء شقيه، ويقضي وقته لاهيًا ماجنًا فهيهات أن يكون من الفائزين أو يُكتب في عِداد المجاهدين".
2. إحساس المؤمن بثِقل التبعة وعِظم المسئولية
فهو حريصٌ على الإنجاز وتحقيق الأهداف، فهو يعلم أن (الواجبات أكثر من الأوقات)، وأن المرء يخرج من الدنيا ولما يقض ما أمره الله به ويوم القيامة يقول المرء ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ (الفجر:24). وما من ميتٍ يموت إلا ندم إن كان محسنًا أن لو كان ازداد، وإن كان مسيئًا أن لو كان قد تاب، فالوقت هو الحياة، والحرص على وقت الآخرين هو حرص على حياتهم وتقدير للتبعة والمسئولية.
وليس بغريبٍ على مَن كان قدوته رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي واعده أعرابي يومًا فذهب النبي- صلى الله عليه وسلم- في الموعد المحدد، وجاء الأعرابي من سفره متأخرًا فقال صلى الله عليه وسلم له: "إني أنتظرك هنا منذ ثلاث".
3. الوفاء بالعهد والوعد
أن يحرص المؤمن على الحضور في موعده والوفاء به، فهو خلق أصيل أمر به القرآن ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ (المائدة:1)، وقال ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ﴾ (الإسراء:34)، والمؤمن ينأى بنفسه عن أخلاق المنافقين، فقد جعل النبي- صلى الله عليه وسلم- آية المنافق ثلاث: "إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أئتمن خان"، والمؤمن إذا قال صدق، وإذا وعد وفَّى، وإذا التزم أدَََََّى.
4. فقه الأولويات
إن الناظر في منهج الإسلام يرى أن الله قد فرض على عباده فرائض بالليل لا يقبلها بالنهار وأخرى بالنهار لا يقبلها بالليل .. وجعل الصلاة على المؤمنين كتابًا موقوتًا وجعل من شروط صحتها دخولَ الوقت، ومن أسباب ضياعها وقضائها خروج الوقت .. وجعل أفضل الأعمال الصلاة على وقتها، وجعل الأجر الكبير لمن بكَّر وتقدَّم، ودعا الناسَ إلى الاستهام حول الصف الأول إن استووا في الحضور، ولما تأخَّر أناسٌ عن تكبيرة الإحرام وباتوا مسبوقين يستكملون صلاتهم بعد الناس، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- محذرًا: "ما بال أقوامٍ يتأخرون حتى يأخرهم الله يوم القيامة". ليكون تحذيرًا لمَن يتأخرون، مع أن صلاة الجماعة سنة مؤكدة على أرجح الأقوال، فما بال الذين يتأخرون عن واجبات العمل للإسلام وهو فريضة شرعية وضرورة بشرية.
5. الانضبــاط
إن الوعي بحقيقة الطريق و طبيعة المعركة يجد أن خلق الانضباط من أهم صفات صاحب الرسالة ..
يتعلمها وهو يتلو كتاب الله، فيجد عدو الله فرعون يتوجه إلى موسى قائلاً: ﴿فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى﴾ (طه: 58)، فعدو الله يدعو إلى مواجهة محددة الموعد، ولا تحتمل التخلف، فيرد موسى الواثق بربه: ﴿قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى﴾ (طه: 59)، فإذا احتدمت المواجهة سارع الكفرة إلى التجمع والمناداة وإلى الإنضباط قائلين: ﴿فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنْ اسْتَعْلَى﴾ (طه: 64) .. فلا مكان في المواجهة ومعركة الحق لمن ينسى موعده أو ينام عن واجبه ..
وفي ختام موقعة أحد وقف أبوسفيان قائلاً: "موعدنا في قابل" أي العام المقبل، وبعد عام خرج النبي- صلى الله عليه وسلم- وانتظر أبا سفيان، ولكن أبا سفيان نكص عن
موعده، وعاد أدراجه إلى مكة وخشي المواجهة.
6. التحرك المخطط
من علم أنه صاحب رسالة وجب عليه أن ينظم حركته ويُرشِّدها ، وقبل أن يتحرك يعرف وجهته وهدفة ويعلم إلى أين يسير.. فلا مكان للعمل الغير مدروس، ولا مكان للخبط العشواء ..
يقول الرسول (ص): (إن الله كتب الإحسان على كل سيئ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته) .. يعلمنا منن ذلك النبي (ص) أن هناك إعداد قبل الذبح "يحد شفرته ويمهد المكان والظرف ليرح ذبيحته" فلا ينبغي أن يبدأ الذبح قبل أن يعد لذلك كما لا ينبغي له أن يفعلها أو يستكملها أثناء الذبح ..
وبهذا يتنامي عمل الفرد لدعوته حتي تكون هي الغالب إن لم تكن الكل كما قال الأستاذ مصطفى مشهور رحمه الله : "يبدأ الفرد والدعوة على هامش حياته، وينتهي وحياته على هامش الدعوة" .
الأحد 22 مارس 2020, 4:38 pm من طرف Admin
» مكتبة اسلامية رائعة
الأحد 22 مارس 2020, 4:19 pm من طرف Admin
» أفلا يستحق الحب ّّ؟
الأحد 22 مارس 2020, 2:28 pm من طرف Admin
» مسابقة ~||[ الإبداع في رمضان ]||~
الأحد 22 مارس 2020, 2:24 pm من طرف Admin
» حقــاً .. إنهـا القناعــات
الأحد 22 مارس 2020, 2:22 pm من طرف Admin
» اختبار تحليل الشخصية
الأحد 22 مارس 2020, 2:10 pm من طرف Admin
» ألغاز ولها حلول
الثلاثاء 10 مارس 2020, 11:10 pm من طرف Admin
» ألغاز فقهية ممتعة وإجاباتها
الثلاثاء 10 مارس 2020, 11:01 pm من طرف Admin
» مع مسلسلات رمضان مش حتقدر تسيبنا و تصلي ....
الأربعاء 20 مايو 2015, 1:40 pm من طرف Admin